أصبت بنوبات هلع ووسوسة بعد أن تعاطيت الحشيش.. ساعدوني
2021-01-05 02:09:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب في مقتبل العمر، عندي رفاق مدخنون، ويتعاطون الحشيش، ذات يوم أردت أن أجرب الحشيش، فطلبت منهم بتردد وخوف أن يعطوني لأدخن معهم قليلا، وعندما دخنت حوالي سيجارة حشيش أحسست بنفسي كأنني في حلم وما إلى ذلك، وكانت الأمور جيدة، وأحسست بسعادة غامرة، إلا أنني بدأت أحس بتوتر وخفت من أني سأصاب بصرع، وبدأت بالصراخ.
طلبت منهم أن يعلموني كيف أطفئ هذا الشعور، وخفت أن أصاب بالصرع وأذهب للمستشفى، ويفضح أمري أمام والدي مع أني لست بمدخن حشيش، وبعدها بدأ المفعول يزول تدريجيا، وذهبت للنوم وعندما استيقظت أحسست بأني لست في عالمي وأنني أحلم، وعندما بحثت عن الأمر، عرفت أنه اختلال الأنية، ولكن بقيت نوبات الهلع تأتيني من عدم الشفاء منه مع كثرة التفكير والوسوسة.
أرجو منكم أن تعطوني حلولا لحالتي، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Iyad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
فعالية الحشيش تعتمد على نوعه، وتركيز المادة الكيميائية النشطة، والتي تُسمَّى (THC)، وقوة تركيز هذه المادة هو الذي يُحدِّد درجة التغيرات التي سوف يشعر بها الإنسان، وطبعًا شخصية الإنسان وبيئته وخلفيته التربوية أيضًا تلعب دورًا في الكيفية التي سوف تمرُّ بها تجربة تدخين الحشيش.
وأنت أصلاً بفضل الله كنت متردِّدًا ومتخوِّفًا حول هذا الأمر، وبعد ذلك حدثت لك هذه التجربة، وهي طبعًا مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالتأثير المباشر للمادة النشطة الـ (THC) على الدماغ، وما حدث من إفراز لمادة تُسمَّى بالـ (دوبامين Dopamine)، هذه المادة هي التي تُشعر الإنسان بشيء من الانتشاء والراحة النفسية، لكن حين يزيد إفرازها تؤدّي إلى القلق وتؤدي حتى إلى الاضطرابات الذهانية، مثل سماع الأصوات الهلوسية، أو التخيُّلات الظنانية والبارونية، وكل الأشياء التي نُشاهدها عند متعاطي الحشيش.
وبعد ذلك – كما تفضلتَ – بدأ الأثر يتلاشى تدريجيًا، وانتهى بك الأمر الآن إلى هذه الحالة القلقية التي نُسمِّيها بـ (اضطراب الأنية)، وبعد ذلك ظهرت لديك بعض أعراض الهلع والقلق والوسوسة.
أيها الفاضل الكريم: الأمر الجوهري والضروري والأساسي هو أن تبتعد ابتعادًا كاملاً عن تناول الحشيش، هذه التجربة كافية جدًّا بأن تجعلك مُدركًا إدراكًا قاطعًا للأضرار التي يمكن أن يؤدِّي إليها الحشيش، على صحتك، على وجدانك، على طريقة تفكيرك، وفوق ذلك لماذا يُدخل الإنسان نفسه في دائرة الحرام، وفي ذات الوقت يضرُّ بنفسه وبصحته؟!
أنا الآن سوف أصف لك دواءً بسيطًا جدًّا يُساعدك إن شاء الله في تجاوز حالة التفكير القلقي التي تمرُّ بها، الدواء يُعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل)، واسمه العلمي (سولبرايد)، تتناوله بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم كبسولة واحدة صباحًا لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله.
يُضاف للدوجماتيل دواء آخر يُسمَّى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة مليجرام من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – يوميًا لمدة أربعة أيام، ثم تجعل الجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
كما تُلاحظ مدة العلاج قصيرة جدًّا، والجرعات صغيرة، وأنا أؤكد لك أن الأدوية أدوية سليمة.
بجانب العلاج الدوائي: أرجو أن تُكثّف ممارسة الرياضة، رياضة الجري على وجه الخصوص أو لعب كرة القدم ستكون مفيدة لك جدًّا، تجنب النوم النهاري، واحرص على النوم الليلي المبكّر، وأحسن إدارة وقتك، كن شابًّا طموحًا، اجتهد في دراستك، كن متفاعلاً تفاعلاً إيجابيًّا مع أسرتك، وكن بارًّا بوالديك، رفِّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، احرص على الصلاة في وقتها، يجب أن تكون حذرًا حول اختيارك للأصدقاء، كن دائمًا مع الصالحين.
هذا هو المطلوب من جانبك وليس أكثر من ذلك، ومن جانبي أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.