المرأة الناشز، كيف يكون التعامل معها؟
2020-11-19 00:05:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا رجل متزوج منذ 9 سنوات ولدي طفلان، زوجتي تعصي أوامري وتعمل بدون موافقتي، ودائمة الجدال معي والخروج بدون علمي، ودائمة الغضب وترك المنزل، عندما أنصحها بأنها لا تطيعني وتعصي الله بذلك يكون ردها لي بأن الله سيحاسبها، ولم أجد من يرشدها من أهلها، فما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول: لا شك أن مخالفة أوامرك والخروج دون استئذان وبدون علمك، وقولها إنها هي التي تحاسب ولست أنت هو النشوز بعينه، فالمرأة الصالحة لا تفعل هذه الأفعال.
من صفات المرأة الصالحة أنها مطيعة لأمر زوجها، كما ورد في الحديث: (ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته)، فذكر ثلاث صفات الأولى إن نظر إليها سرته بجمالها وتجملها وبشاشة وجهها وإن أمرها بأمر أطاعته ولم تخالفه ما لم يكن معصية، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وحفظت ماله وبيته وولده.
هذه الصفات التي تحملها زوجتك إما أنها أخذتها من أمها، وإما تعلمتها من خلال ما تشاهد، وهذا يدل على أنك استعجلت في أمر الزواج ولم تكلف نفسك أن تبحث عن صفاتها ومواصفاتها، ولعلك إن سألت عن أمها فقد تجدها تسير بنفس الطريقة، وهكذا ربما أخواتها إن كان لها أخوات.
تصرفات زوجتك تنبئ عن ضعف إيمانها، إذ لو كانت قوية الإيمان تراقب الله وتخافه لما قامت بهذه الأفعال التي تغضبه سبحانه.
من المعالجات التي يمكن أن تقوم بها من أجل إصلاح زوجتك أن تجتهد بطريقة لينة في تبصيرها بما لها وما عليها، فإن لم تستمع لك فسلط عليها النساء الصالحات وخاصة من تثق بهن وتصغي لنصحهن.
لكل إنسان نقاط ضعف، ولعلك تدرك نقاط ضعف زوجتك، ويمكن معالجة الشخص المتمرد أحيانا من خلال ذلك، فتحرم مما تحب من الأشياء ومن ذلك هجرها في المضجع.
استمر في وعظها وتذكيرها بالله تعالى، وبين لها ما لها من الحقوق وما يجب عليها من الواجبات، وإن لزم الأمر اجعل بعض النساء تبين لها ذلك دون أن يشعرنها أنك من أرسلهن.
قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، وهو القادر على تصريف قلب زوجتك إلى الطاعة والانقياد، فعليك أن تتضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل ربك أن يصلح زوجتك ويلهمها الرشد، وأكثر من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
لعلك تتعامل معها بلين زائد وهذا ما أغراها في التطاول عليك فعليك أن تظهر لها الحزم في التعامل وأن تكون صارما في اتخاذ بعض القرارات اللازمة في إصلاحها، ولا أعني هنا بالطبع الضرب أو الكلام اللاذع، وإنما أقصد أن تكون هنالك إجراءات صارمة كأن تترك الكلام معها، وتهجرها في المضجعن وغير ذلك من الأمور.
إن كنت أنت من تصرف على البيت وهي تأخذ كامل مرتبها، فيجب أن تلزمها بالمشاركة في نفقة البيت مقابل السماح لها بالعمل.
أحيانا قد ينفع الاقتراب منها والتفاهم معها، والنظر في الأسباب التي تجعلها تتصرف بهذه الطريقة، حتى ولو بذلت شيئا من المال مقابل التزامها وتفاهمها، فذلك حسن إن رأيت في ذلك أنها ستمتثل لك.
احذر من التعجل في اتخاذ أي قرار فقد تتخذ قرارا في حال عجلة ثم تندم عليه، وفي الحديث: (التأني من الله والعجلة من الشطيان) وقد صبرت تسع سنوات والصبر عاقبته خير.
قد يكره الشخص شيئا وفيه خير له وقد يحب شيئا وفيه شر له، قال تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، والله تعالى يقول في سورة النساء: (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
اجتهد في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يلهم زوجتك الرشد، ويهديها ويصلحها، وأن يقر عينيك باستقامتها إنه سميع مجيب.