تعلقت بفتاة أكبر مني ولا أستطيع إبعادها عن تفكيري
2020-11-02 00:42:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب مغترب عن بلدي وأهلي، وأعيش لوحدي في مدينة لا أعرف أحدا فيها سوى الناس الذين أخالطهم في العمل، ومعتزل عن الجميع تقريبا.
عانيت في بداية غربتي من الوحدة الشديدة، وتعبت كثيرا، حتى رأيت فتاة تكبرني بسنتين، وتكلمت معها باعتبارها أختي الكبيرة، وبدأت أتبادل معها أطراف الحديث لفترة، ثم صرت أفكر فيها دائما في جميع الأوقات، ولا تذهب عن بالي أبدا، وأفتقدها دائما، وأشعر بالرغبة في الكلام معها وعدم الغياب عنها، وازداد اهتمامي بها أكثر، فما هو الحل؟ وما هذه الحالة التي أعاني منها؟ علما أنها عزيزة جدا علي، وأعتبرها أختا وسندا، وأخاف عليها خوفا مفرطا من أي شيء، فأرجو تشخيص الحالة، وإسداء بعض النصائح.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: هل أنت تطرح المشكلة للتخلص من التعلق بهذه الفتاة؟ أم أنك مرتاح للعلاقة التي بينكما وتريد التشخيص فقط؟ هذه الحالات ليست مَرَضيّة ليتم تشخيصها، بل علاقات عابرة قد تزول بزوال الظرف القائم لكل منكما، وقد تستمر إذا ارتبطتما بشكل رسمي.
العلاقة القائمة بينكما ليست علاقة أخوة، فلا يوجد أخوة بين رجل وامرأة محرمة عليه، كل ما في الأمر أنك وجدت شخصا ترتاح للجلوس معه ولمحادثته وتطورت العلاقة من ارتياح إلى صداقة، والآن ربما دخلتما مرحلة الحب.
لذا، فإذا كانت الفتاة غير مرتبطة، ويوجد قناعة مشتركة بينكما، وتشعران أن كلا منكما يكمل الآخر، وأن هناك إمكانية للارتباط بينكما، فالأفضل سلوك الطريق الأقصر بينكما وهو التقدم لخطبتها بشكل رسمي من أهلها على سنة الله ورسوله الكريم، وسنتان لا تعتبران فرقا كبيرا في السن بينكما.
وأود تذكيرك -يا أخي-، أنه من الناحية الشرعية فالخلوة محرمة، وهي عندما ينفرد رجل بامرأة أجنبية عنه لا يكون معهما ثالث بحيث يحتجبان عن الأنظار، وقد جاءت الأحاديث النبوية الصحيحة الصريحة، بالتحذير من ذلك، ومن ذلك ما في الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:[ لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم]. وقال صلى الله عليه وسلم: [ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان.] رواه أحمد والترمذي، وعن ابن عمر -رضي الله عنهما-. وروى الطبراني عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس بينها وبينه محرم.]
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.