مع تناولي للدواء لا زلت أعاني من التوتر والتشتت
2020-05-17 04:24:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
من فضلك دكتور محمد عبد العليم، لي استشارة منذ فترة، وقد أجبت أنت عنها مشكوراً، وأنا الآن في مرحلة تناول نصف حبة يومياً للزولفت، ولكن المشكلة أن الأعراض بدأت تعود لي، وأهم الأعراض وأزعجها النرفزة التوتر وعدم التحمل والتشتت، يعني كأني كنت آخذ دواءً مسكناً، ولم يثبت مفعوله في جسمي بعد تركه، ما السبب في هذه الحالة؟
شكرا جزيلاً لك دكتور ولكادر إسلام ويب المحترم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Thamer حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك أخي في الشبكة الإسلامية، وتقبل الله صيامكم وطاعتكم.
العلاج الدوائي هو جزء من الرزمة العلاجية المتكاملة، العلاج فيه العلاج الاجتماعي، العلاج السلوكي، العلاج الإسلامي، ونستطيع أن نقول إن كل واحد من هذه المكونات تقريباً يمثل نسبة 25 % من فعالية العلاج الكلي، فإذاً فعالية الأدوية نستطيع أن نقول هي 25 إلى 30%، ومعظم الذين تنتكس حالاتهم بعد تخفيض الجرعة الدوائية والتوقف منها يعني لم يفعلوا المحاور العلاجية الثلاثة الأخرى، خاصة العلاجات السلوكية، العلاجات الاجتماعية، تحقير الأفكار السلبية، حسن إدارة الوقت، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، أشياء كثيرة يا أخي، هذه هي التي تؤدي إلى التحسن المطرد من دون أن تحدث انتكاسة بعد التوقف من الدواء.
حقيقة هذه مشكلة نواجهها في منطقتنا، كثير من الناس يكون اعتمادهم على الدواء فقط، ويتحسنون كثيراً على الدواء، وتجدهم لا يقومون أبداً بجهد فيما يتعلق بتأهيل أنفسهم وتطوير نمط حياتهم وسلوكهم.
أما بالنسبة للدواء فهو ليس مسكنا، لا.. هو يعمل على المنظومة الكيميائية الدماغية ويؤدي إلى ترتيبها ووضعها الصحيح، والعلاجات السلوكية والاجتماعية والإسلامية أيضاً تساعد في وضع هذه المكونات الكيميائية الدماغية في المسار الصحيح، فحين تفقد الفعاليات التي تنظم كيمياء الدماغ تؤدي إلى الانتكاسات، هذا هو السبب -يا أخي الكريم-.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك كثيراً على ثقتك في الشبكة الإسلامية.