زوجتي عنيدة ومهملة في نفسها والبيت والأولاد كيف أتصرف معها؟
2020-05-18 09:56:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
زوجتي عنيدة لا تطيعني، لا تقوم بأي واجبات داخل المنزل لدرجة أن بيتنا أصبح مثل صندوق القمامة، ولا تثق في أحد حتى أقرب الناس إليها، ذات مرة ظنت أن هناك شيئاً بيني وبين أختها، وكثيراً ما تعتقد أنني أعرف غيرها من النساء! كثيراً ما تكلمت معها ولكنها لا تسمع لي، وللأسف ليس في أهلها أحد يمكنه نصحها أو التأثير عليها.
أصبحت الحياة بيننا صعبة جداً، كثيراً ما تطلب الطلاق، طلباتها المادية كثيرة وبغير، حساب حتى تسببت في أننا دائماً فى ضيق مادي، تريد أن تعمل وتجتهد في عملها خارج البيت ولكن لا تقوم بواجباتها داخل المنزل، عملها هذا يسبب لنا الكثير من المشاكل، كلما رفضت لها طلباً ازدادت سوءاً.
لدينا ثلاثة أولاد أصبحنا لا نستطيع الاهتمام بهم، أرغب في تطليقها ولكن يمنعني الأطفال، لأنها لن تستطيع الاهتمام بهم وحدها، وطبقاً للقانون هي حاضنة، وأنا أعيش حياة في الجحيم، لا أستطيع أن أتعايش معها بدون تنازلات وإلا ازداد الأمر سوءاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك ومرحباً بك - أخي العزيز - وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرزقك الصبر والحلم والحكمة وأن يصلح لك زوجتك ويجمع شملكما والأسرة على محبة وخير.
بصدد صفات زوجتك السلبية، فمما يخفف عنك الشعور بزيادة الضيق والقلق تذكر أن الحياة الدنيا والعلاقات الزوجية لا تخلو من منغصات، مما يستلزم الصبر واستحضار الأجر، - ومما يخفف من المبالغة في الشعور بالألم والقهر تذكر إيجابيات زوجتك وتعزيز الثقة بالنفس في إصلاحها وتقويمها.
من المهم تعميق الإيمان لديها وحسن الأخلاق، بتوفير مناخ الدعوة والهداية والاستقامة من الكتب والبرامج الطيبة والصحبة الصالحة الواقعية، ومشاركتها الطاعات ونوافل الصلاة والصيام والصدقة والأذكار وقراءة القرآن الكريم.
بصدد ابتلائك بعناد زوجتك وعدم طاعتها لك - هداها الله وأصلحها - فالذي أنصحك به: محاولة تفهم أصل وسبب مشكلتها فقد يكون عنادها لتأثرها بوالدتها أو أخواتها أو الواقع أو لضعف شخصيتك، مما يستلزم منك معالجة السبب، وذلك بمحاورتها ومصارحتها ومحاولة إقناعها بخطئها والتحلي بالصبر والحكمة مع الحزم، وامنحها الحب والاحترام اللازمين واحرص على تجنب الأسباب المؤدية للعناد، كذلك محاولة الحوار معها شريطة حسن إدارة الحوار وامتصاص غضبها وتأجيل موضوع النقاش حتى يكون الجو مناسباً، وتعود على إلزام بعضكما بالحوار بأدب ولطف واحذروا الصراع أمام الأبناء.
أما موضوع إهمالها للبيت فالذي أنصحك به تجنب اللوم والعتاب والأمر المباشر لها، واحرص على التشجيع لها وبيان الإيجابيات دون التقريع في السلبيات، واجعل طلباتك بلطف وبأن تكون واضحة وقليلة ومحددة تدريجياً شيئاً فشيئاً.
أما موضوع كثرة الشك والغيرة وسوء الظن لديها، فاحرص على تذكيرها وتخويفها بالله، وبيان حرمة سوء الظن، وتقبيح خطورة سوء الظن بتذكيرها فيما لو كان سوء الظن متوجهاً منك إليها فكيف يكون حالها؟ وبيان أن الشك والغيرة الزائدة دليل على ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس كونه حالة مرضية يجب التخلص منها، وبيان خطر الغيرة الزائدة وسوء الظن وتدميره للعلاقة والحياة والسعادة الزوجية.
في المقابل فإني أنصحك بتوفير القدوة الحسنة منك والقيادة الصالحة، بالبعد عن الأسباب المثيرة لسوء الظن من جهتك ما أمكن.
أما بصدد كثرة الطلبات لديها وحرصها على العمل خارج البيت، فمن المهم محاورتها وإقناعها بإمكاناتك المحدودة وخطورة التعلق الزائد بالدنيا والأنانية، وكون عملها خارج البيت سيترتب عليه مضاعفة التعب والمشقة والمسؤولية عليها وعدم القدرة على الجمع بين واجبات العمل خارج البيت وواجبات البيت والزوج والأولاد، وأن مصلحة الأولاد هي الأهم وأن المشكلة ليست في قلة المال، وإنما في كثرة النفقة في غير الضروريات والواجبات، حَمّل زوجتك مسؤولية الأسرة والبيت وصرف النفقة وذكرها بأهمية تقديم الأهم في النفقة على المهم وأهمية التوفير للمستقبل.
اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء ان يرزقك الصبر والحلم والحكمة والتوفيق والصواب والرشاد وأن يهدي زوجتك ويصلحها ويجمع شملكما والأسرة والأولاد على خير والله الموفق والمستعان.