فتاة تعرفت إلى شاب وزارهم إلى البيت من أجل الخطوبة ثم لم يعد بعد
2005-10-04 09:20:29 | إسلام ويب
السؤال:
منذ فترة تعرفت على شاب في النت وأحببته وأحبني وقرر خطبتي من والدي، ووالله أنه كان شاباً مؤدباً جداً لم يصدر أي ألفاظ حب أو جنس أو غيرها، تعرفنا بهدف تبادل الخبرات حيث يعمل في شركة وأعمل أنا كذا في شركة، فبدأنا بتبادل الخبرات فقط ولكن تطورت العلاقة حيث وقع في مشكلة فساعدته للخروج منها، وهنا تعلقنا ببعضنا فأحببته حباً شديداً وقرر هو خطبتي من أبي فعلاً، لكن للأسف كان أبي مسافراً فقرر أن ينتظر قدوم أبي.
وكأي رجل يفهم بالأصول قرر أن يحدث والدتي ويخطبني إلى أن يأتي والدي ليثبت وجوده لدى العائلة ونيته السليمة، وفعلاً تم الاتصال بوالدتي وبدأ مراسلتي بمسجات الجوال على أن الخطبة قد تمت والنية كانت سليمة والحمد لله تعالى، بعدها بفترة اتصل أبي ليعلمنا بأن ظرفاً طارئاً سيجعله يتأخر قليلاً ولن يعود الآن، فأبلغت الخاطب بذلك فقال: هلا جئت لبيتكم لأراك بحضور إخوانك ريثما يأتي والدك، فأخبرت أمي ووافقت وتمت الرؤية الشرعية بيننا وتمت الموافقة من قبل إخواني، وأعلمنا أبي المسافر فقال: لا تفعلوا شيئاً إلى أن أرجع وأراه ونتمم الموضوع.
وكلمني لأول مرة بالجوال واتفقنا فيما بيننا على كيف سندير حياتنا وكأننا خاطبان وبموافقة أمي طبعاً، ولكن بعد مدة اتصل أبي كذلك فقال: سأتأخر أيضاً ولن أعود وستطول المدة لأسبوعين، فأعلمنا الخاطب بذلك وحصل ما لم يكن بالحسبان أن تشاجرت معه وحصل سوء تفاهم لم يعلمه سواي وسواه فقط.
وسافر الخاطب إلى بلده، وبقيت أتعذب أنا؛ لأني أحببته حقاً، فكيف يحصل الفراق بهذا الشكل وانقطع الاتصال بيننا؟ ولخوفي من ربي لم أحاول أن أحدثه مرة أخرى إلى أن عاود الاتصال بي مرة أخرى يعلمني بأسفه الشديد لما حصل وأنه ندمان حقاً لما فعل وسيتصل بأمي ليخبرها بأنه قادم مرة أخرى لبلدي ليتمم الموضوع، وفعلاً وافقت لأني أحبه واتصل بأمي وأخبرها بأنه سيعود بعد أسبوع وقبل رمضان ليرى والدي ويتمم الخطبة.
وشاء الله تعالى أن يتأخر والدي أيضاً وهذه أول مرة في حياته يتأخر والدي بهذا الشكل ولا أدري متى سيعود والدي! وفعلاً جاء الخاطب إلى بلدي وعلمت بمجيئه لكنه لم يتصل ولم أسمع خبر قدومه لبلدي، ولم يعد أبي، وأنا بين نارين أريد أن يخطبني وأريد أبي أن يعود، وإلى الآن لم يتصل الرجل ولم يعد أبي! برأيكم لم لم يتصل؟ وهل فكر بعدم الارتباط بي أو هل خطب امرأة أخرى غيري؟ وإن اتصل وعلم أن أبي لن يعود الآن هل سيستمر برغبته في خطبتي؟
التفكير يعذبني، رغم أني استخرت واتكلت على الله حق التوكل، لكن لا أدري لم الأمور تسير كلها ضدي!؟ فأبي لم يأت والرجل لم يتصل، وأنا أحبه وأريده زوجاً لي، لكن كيف؟ أنا حبيسة التفكير الآن فأرشدوني لحل يهدئ من نفسي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يقضي حاجتك، وأن يفرج كربتك، وأن يقدر لك الخير حيثما كان وأن يرزقك الرضا به.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فاحمدي الله أولاً وآخراً أنه لم يحدث بينك وبين هذا الشاب أشياء محرمة، كاللقاءات وما يترتب عليها، وهذا في حد ذاته رحمة من الله بك، وتدعيماً لموقفك بدلاً من أن يسيء الظن بك أو يشعر بأنك فتاة سهلة يمكنها أن تتكلم مع أي شاب أو رجل، وبذلك لا تصلح زوجة وأمّاً لأولاده، وهذا تفكير غالب الرجال، فأنت ولله الحمد على خير ولا يعيبك شيء، والرجل قد تقدم إلى منزلكم بطريقة طبيعية ولم ترفضوه، بل رضيتم به وأصبح معروفاً لدى أسرتكم وأنتم معروفون لديه كذلك، وكونه لم يتصل بعد رجوعه من بلده، فهناك عدة احتمالات، لعل من أهمها أن أهله قد ضغطوا عليه بالزواج من فتاة من بلده وأرغموه على ذلك، ونظراً لأنه صادق ومؤدب ومحترم -كما ذكرت- لم يشأ أن يتصل بك ويعدك بمواصلة المسيرة، أو احتمال أنه خجلان منك ومن أهلك، فماذا سيقول لكم!!؟ ولذلك آثر عدم الاتصال منعاً للإحراج، هذا غالب ظني أنه السبب الرئيسي لعدم اتصاله، خاصةً وأنه لا يعرف حتى الآن بعدم حضور والدك.
لذا أرى الالتزام بالضوابط الشرعية، وعدم الاتصال به مباشرة، وإنما يمكنكم عن طريق بعض إخوانك معرفة ظروفه وسبب عدم مجيئه، خاصةً وأنه قد دخل منزلكم وتعرف على إخوانك، فيتكلم معه أخوك بحجة الاطمئنان عليه وهذا لا حرج فيه، أما أنت فأنصحك بعدم الاتصال، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضا به، فقد لا يكون هذا الشاب من نصيبك -لا قدر الله-، وهنا لم ولن يكون أمامك إلا التسليم لمراد الله وقدره، ولعله خير وأنت لا تشعرين، كما قال تعالى: (( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ))[النساء:19].
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.