أتناول السيروكسات وأشعر بالاكتئاب.. فهل ذلك من أعراضه الجانبية؟
2019-05-16 07:19:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لاحظت على نفسي عندما كنت أتناول السيروكسات جرعة 50 ملجم باليوم، عدم الاكتراث واللامبالاة، وتكرار الأفكار الانتحارية بصورة مخيفة وغير مسبوقة، والتصرف دون تفكير، وتأكدت أن هذه الأعراض من السيروكسات عندما قرأت في مواقع أجنبية موثوقة أنها من أعراضه الجانبية.
بالنسبة لي هي ليست أعراضا للاكتئاب، فأنا لم أعان من اكتئاب حقيقي قبل تناول الدواء، فقط رهاب اجتماعي، ولكن بعد تناول السيروكسات أصبح لدي هذه الأعراض، فهل فعلا هذه من أعراض السيروكسات الجانبية؟
شكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولاً بالنسبة لموضوع العلاقة بين تناول الأدوية المضادة للاكتئاب وبروز أفكار انتحارية: هذا الموضوع متشابك، وقد قُتل بحثًا حقيقة، وأول التقارير أتت من أمريكا، والتي تلاحظ أن بعض اليافعين ومن هم دون سِنّ الثامنة عشرة حين يكونون في مزاج اكتئابي إذا تناولوا مضادات الاكتئاب -مثل الزيروكسات- ربما تظهر لديهم أفكار انتحارية دون الإقدام على الانتحار، لكن فيمَن هم فوق سِنّ الخمسة وعشرين عامًا نستطيع أن نقول أنه لا توجد علاقة حقيقية ما بين ظهور أو بروز الفكر الانتحاري وتناول الزيروكسات.
هذا هو الموقف العلمي -أيتها الفاضلة الكريمة- والأفكار الانتحارية قطعًا أفكار قبيحة، يجب ألَّا يسكت الإنسان عنها، بل تذهبي إلى الطبيب وتحاوري الطبيب في هذا الخصوص، لأن الأفكار الانتحارية لديها درجات وعناصر واتجاهات، وعلى ضوئها يتخذ القرار السليم من جانب الطبيب.
ومن جانبك لابد أن تُحقّري هذا الفكر، الحياة طيبة، الحياة جميلة، أنت مسلمة، لابد أن تضعي لنفسك الوازع الذي يفتّت هذا الفكر ويطرده تمامًا.
وإن كان اعتقادك جازمًا أن للزيروكسات دورًا في هذا الفكر الانتحاري ففي هذه الحالة -ومن الناحية النفسية- لن يصلح حقيقة استمرارك على الزيروكسات، لابد أن يتخذ قرارًا بتغيره، لأن ما يعتقد فيه الإنسان -ومن خلال التأثير الإيحائي- يؤثّر عليه، هذه حقيقة علمية.
بالنسبة لموضوع الحياد الوجداني أو الاضمحلال الوجداني أو الركود الوجداني الذي حدث لك: هذه ظاهرة معروفة، كثير من مضادات الاكتئاب بعد أن يتناولها الإنسان يتحسّن مزاجه لفترة، وبعد ذلك قد تُصبح الأمور بالنسبة إليه عادية جدًّا، غير عابئ، ولا يعرف هل هو مرتاح أم هو مكتئب، ويظهر لديه شيء من اللامبالاة، أو التصرف دون تفكير، هذه الظاهرة معروفة، وإن حدثت أعتقد أن العلاج يجب أن يُعدّل، لأن العقار الذي يُعرف باسم (فالدوكسان) -أحد مضادات الاكتئاب الجديدة نسبيًّا- هنالك مؤشرات كثيرة أنه لا يُسبِّب هذه الظاهرة، بل يقضي عليها، بمعنى أنه يُعطي شعورًا إيجابيًا حتى بعد التحسُّن.
فأرجو أن تُناقشي هذا الأمر مع طبيبك الذي يُتابع حالتك.
وأريدك أن تكوني متفائلة، أن تكوني إيجابية، أن تكوني حسنة التوقعات، هذا مهمٌّ جدًّا للدفع النفسي الإيجابي، وأيضًا احرصي أن تكوني على التواصل الاجتماعي الجيد، وإدارة شؤون بيتك، وأمور العبادة، وتنظيم الوقت، هذه كلها مهمّة في حياتنا من أجل التطور النفسي الإيجابي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وتقبّل الله صيامكم وطاعاتكم، وكل عامٍ وأنتم بخير.