أشعر بأنّ أجلي قد اقترب.. كيف أتخلص من هذا الشعور؟
2018-12-19 07:51:13 | إسلام ويب
السؤال:
منذ ما يقارب الستة أشهر قرأت عن يوم القيامة بأن إحدى العلامات الصغرى المتبقية قد تحققت، ومنذ ذلك اليوم وأنا أشعر بالخوف، وبدأت أفكر بالموت حتى أصبت بوسواس من الموت، أصبحت أفكر فيه في كل لحظة، وكل خطوة وكلما حدث موقف أفكر وأقول يمكن إشارة من الله على قرب الموت، لم أعد أستطع أن أمارس حياتي بشكل طبيعي.
للأسف لم أكن ملتزمة في الصلاة، لكني -الحمد لله- تبت وانتظمت منذ ذلك الوقت، بعد ذلك رأيت شيخا يقول أن الله يرسل إشارات للمرء ليعلم أن أجله قد اقترب، صرت أفسر بما حدث معي على أنه علامة.
الآن صار لي ستة أشهر لا أستطيع التخلص من ذلك التفكير، أعلم أن الأعمار بيد الله، ولكني أود أن أتخلص من الشعور وكأني أنتظر ذلك اليوم ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
الموت قدر محتوم على ابن آدم وعلى كل حي ولا يبقى إلا الله سبحانه وتعالى يقول ربنا جل في علاه في كتابه الكريم: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).
الأعمار والآجال كلها بيد الله سبحانه لا يتقدم أحد عن أجله ولا يتأخر كما قال تعالى:(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖوَلَا يَسْتَقْدِمُونَ).
ما تشعرين به من الخوف جزء كبير منه من الشيطان الرجيم يريد أن يحول حياتك إلى جحيم فعليك أن تقطعي الطريق عليه ولا تصغي لوساوسه ولا تتعاطي أو تسترسلي معها، وعليك أن تنظري إلى من حولك من الناس وهم بالملايين كيف أنهم على يقين من إتيان الموت، ولكنهم لا يعانون مما تعانين منه.
المؤمن دائما مستعد للقاء الله تعالى محسن للعمل مؤد لما افترض الله عليه، وبذلك سيكون المؤمن محبا للقاء الله تعالى؛ لأن ما عند الله خير مما في هذه الدنيا الفانية والحياة الآخرة هي الحياة الحقيقية والنعيم المقيم وفي الحديث: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).
قول ذلك الشيخ إن الله يرسل إشارات للعبد بقرب موته موضع اجتهاد فلا يمكن أن يقال إن هذه الإشارة دليل على قرب الموت بدليل أن من الناس من يموت وهو في أوج قوته وشبابه ولا يشعر بأي ألم، وليس فيه أي مرض.
لا تكثري التركيز على هذه المسألة، بل عليك أن تتجاهلي تلك الأفكار، وأن تمارسي حياتك بشكل اعتيادي، فإن أتتك تلك الأفكار، فاستعيذي بالله فورا من الشيطان الرجيم.
أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗأَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
احذري من الرسائل السلبية التي تغذين بها عقلك كالخوف من الموت، أو أن هذه رسالة من الله بقرب الأجل فإن الرسائل السلبية لها آثار مدمرة على حياة الشخص فالعقل يستلم تلك الرسائل، ومن ثم يصدر أوامره لجميع الأعضاء بالتفاعل مع تلك الرسالة، فينشأ عن ذلك الخوف والرعب والهلع والفزع كما في حالتك.
ربنا جل وعلا حين جعل للقيامة علامات جعلها من أجل أن يتذكر الناس لقاء ربهم، فيحسنوا العمل، وكثير من تلك العلامات قد تظهر في بداية الأمر، فيقول الناس هذه من علامات الساعة، ثم تظهر مشابهة لها بعد فترة، فيقول الناس، بل هذه هي العلامة كونها أوضح وأبرز، ولعلها تظهر مرة ثالثة فيقول الناس بل هذه، وهكذا.
استعيني بالله، ولا تعجزي، واستجمعي قواك، واستنهضي ما أودع الله في نفسك من الصفات، وتعاملي مع الحياة بإيجابية، واستفيدي منها بعمل الطاعات، والابتعاد عن المنكرات والمعاصي بكل أنواعها ومراتبها.
أنت تعانين من نوع من الرهاب، ولذلك فنصيحتي لك أن تخرجي من هذه الأفكار بالطريقة التي أشرت لك بها كي لا تضطري للذهاب إلى طبيب نفساني، ومن ثم استعمال علاجات قد يكون لها آثار جانبية.
نسعد في تواصلك، ونسأل الله تعالى أن يسمعنا عنك خيرا.