حائرة بين ارتداء النقاب ورفض القبول بالخطيب!
2018-11-28 08:28:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مخطوبة منذ أسبوع، والنظرة الشرعية كانت قبل يومين، تعلقت به تعلقاً شديداً وشعرت بأنه يشعر بذات الشعور، ولكن توجد مشكلة، أنا لست منقبة، وأهله اتصلوا على والدتي يستفسرون على النقاب، فهل بإمكاني أن أتنقب أم لا؟ ووالدتي لم تعطهم جوابا إلى الآن.
أنا لا أرغب بالنقاب حالياً، ولا أريد أن أتنقب إجباراً أو لأجل أحد، أريد أن أحب النقاب لأتنقب، أريده نابعاً من قلبي ولأجل ربي وليس لأجل أحد، وفي ذات الوقت تعلقت بخطيبي تعلقاً شديداً ولا يعلمون بذلك، فلم يرد القبول من الطرفين إلى الآن.
ماذا أفعل؟ أنا حائرة بين أمرين وهذا يؤلمني حقاً، ولا أريد أن أرفضه لهذا السبب، وفي ذات الوقت لست مقتنعة بالنقاب وهو ليس بفرض، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتي الكريمة -وردا على استشارتك أقول:
النقاب واجب على كل أنثى بالغة وقد أمر الله به في كتابه الكريم فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، وقد فسر حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه وتابعه أهل العلم لفظة الإدناء "بأنها تغطية الوجه مع الصدر" والنقاب كان معروفا بين نساء الصحابة والتابعين، ولا يزال معمولا به إلى يومنا هذا.
حديث أسماء الذي يستدل به البعض على جواز كشف الوجه والكفين لا يصح، وقد ذكر ذلك المحققون من أهل العلم بالحديث.
الذي أنصحك به هو أن تنتقبي تعبدا لله سبحانه، وكلامك في الاستشارة ينبئ عن عقلك الراجح وفهمك الصائب، فإن الأمر إذا كان تعبدا لله ونابعا من القلب يدوم بخلاف ما لو كان الإنسان مكرها فإنه سرعان ما يترك.
أنصحك كذلك أن تتيقني من أن هذا الشاب قد توفرت فيه الصفات التي ينبغي أن تتوفر بشريك حياتك، فالزواج مشروع عمر وليس آنيا، وأهم تلك الصفات: أن يكون صاحب دين وخلق كما أرشدنا نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان.
أرى أن توافقي إن توفرت فيه الصفات، وأن تنتقبي وتجعلي ذلك لله وليس لأحد؛ من أجل أن يكتب الله لك الأجر والمثوبة.
كثير من الفتيات ألزمهن آباؤهن على التحجب وكن غير مقتنعات، ولكن مع الزمن صار الأمر عندهن عبادة يتقربن بها إلى الله سبحانه.
توكلي على الله، واستعيني بالله، ولا تلتفتي لكلام الناس. أسأل الله تعالى لك التوفيق في حياتك.