أشكو من وسواس الموت والإصابة بأمراض القلب والجلطات!
2017-09-14 05:57:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أود أن أشكر القائمين على هذا الصرح الرائع، وجزاكم الله عنا كل خير.
أنا شاب عمري 33 سنة، مريض سكر وضغط، أتعالج من نوبات الهلع، وهذه النوبات جاءتني قبل عشر سنوات، فذهبت إلى أخصائي نفسي، وأبلغني أن عندي نوبات هلع من الموت، وأمراض القلب والسكتات والجلطات، علما أنني أعاني من زيادة نبضات القلب، فصرف لي الدكتور ايفكسور 75، وبعد شهر رفعه إلى 150، وبروكسات 30 ورسبردال 1 ملم، وإندرال 40 مرتين يوميا لزيادة النبض، فكنت أستعمل تلك الأدوية من قبل 10 سنوات وحتى هذا الوقت.
ما زلت أخاف الموت وأمراض القلب والجلطات حتى الآن، رغم توقف نوبات الهلع، مع وجود أعراض بسيطة في القلب، وتعرق، كما أنني أخشى من الوحدة، وإذا جلست ألعب مع أطفالي تراودني سوداوية، فما تشخيصكم لحالتي؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أرحب بك -أخي الكريم- في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية.
الأعراض التي تحدثت عنها -والتي لا زالت تزعجك، بالرغم من التحسُّن الذي طرأ على حالتك بصفة عامَّة- هي أعراض وسواسية، وفي ذات الوقت لديك ما نسميه بالقلق التوقعي، أنتَ تتوقع الأعراض لذا الأعراض تأتيك وتشغلك بالرغم من تحسُّنك الكبير.
فيا -أخي الكريم-: عليك أن تحقِّر هذه الأفكار تمامًا، وموضوع الخوف من الموت يجب أن يكون خوفًا شرعيًا لا خوفًا مرضيًا، ومن يخاف من الموت خوفًا شرعيًا لا يخاف منه خوفًا مرضيًا أبدًا.
أخي الكريم-: خذ الثوابت القرآنية عن الموت، الموت أمرٌ لا مشورة حوله، الموت آتٍ ولا شك فيه، الموت إذا جاء فلا يؤخر ولا يستقدم في عمر الإنسان ساعة، وكل مَن عليها فانٍ، {كل نفسٍ ذائقة الموت}، {إنك ميتٌ وإنهم ميتون}، {كل شيء هالك إلَّا وجهه}، {كل مَن عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، {قل يتوفاكم ملك الموت الذي وُكِّل بكم ثم إلى ربكم ترجعون}، فالآجال بيد الله، والإنسان ينبغي أن يعمل لما بعد الموت حتى يجد ذلك عند الله خيرًا وأعظم أجرًا.
بهذه الكيفية -أخي الكريم- أعتقد أن قناعات الإنسان يمكن أن تتحسَّن جدًّا ويتجاوز ما نُسميه بالخوف المرضي من الموت.
الأمر الآخر: أنت محتاج حقيقة لتكثيف الرياضة؛ فالرياضة تزيل الشوائب النفسية السلبية، والقلق، والخوف، والتوتر، والوسوسة هي شوائب نفسية، فاحرص على ممارسة الرياضة، وقطعًا الرياضة سوف تفيدك كثيرًا في تحسين وضع مرض السكر لديك، وكذلك الضغط، وأنت في سِنٍّ صغيرة، فأنا أرى الرياضة يجب أن تكون ديدنك، والرياضة سوف تفيدك نفسيًا وكذلك جسديًا.
الأمر الثالث -أخي الكريم-: يجب أن تحقِّر الفكر السلبي دائمًا، وتكون شخصًا ذا فكرٍ إيجابي، عش على التفاؤل والمشاعر الإيجابية، وحسِّن شبكتك الاجتماعية؛ لأن التواصل الاجتماعي الرصين دائمًا يرفع من الكفاءة النفسية عند الإنسان، كل البحوث التي بين أيدينا الآن تُشير أن أفضل الناس -من حيث مفهوم الصحة النفسية- هم الذين يتميَّزون بالتواصل الاجتماعي الإيجابي، فاحرص على ذلك.
وتطوير مهاراتك في عملك، وفي اطلاعاتك، وفي قراءاتك، هذا أيضًا علاج مهمٌّ جدًّا، فلا أريدك أن ترى أن الدواء فقط هو العلاج، نعم الدواء مهم، لكن الجوانب الأخرى والوسائل الأخرى في العلاج أيضًا مهمَّة.
بالنسبة للأدوية: أدويتك جيدة، لكن أعتقد أنه ربما يكون من الأفضل أن تُعدِّل الجرعة قليلاً -إذا وافق طبيبك-، أنا أعتقد أن الإيفكسر يفضل أن يكون 75 مليجرامًا، خاصة أن لديك ضغطا، والإيفكسر في بعض الأحيان يرفع الضغط قليلاً، لكن ترفع الباروكسات -والذي هو الزيروكسات- ويا حبذا لو غيَّرته إلى زيروكسات CR، والجرعة المطلوبة هي خمسة وعشرون مليجرامًا في حالتك من الزيروكسات CR، أما بالنسبة للرزبريادال والإندرال فلا بأس من تناولهما.
أرجو -أخي الكريم- أن تشاور طبيبك حول هذا الذي ذكرته لك، وطبِّق ما ذكرته لك من إرشاد بسيط، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.