أخشى من الآثار الجانبية لدواء الاكتئاب، فكيف أتعامل مع الوضع؟
2016-11-28 00:08:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا عمري 21 سنة, طالب جامعي، قبل شهر أصبت بنوبة اكتئاب بسيطة، منعتني من القيام بالنشاطات والهوايات التي كنت أمارسها، وهي تصيبني عند الاستيقاظ من النوم تحديدا، ثم تختفي تدريجيا مع مرور الوقت, ولا أعرف السبب؟ وأعاني من القلق والرهاب والتوتر.
بدأت بأخذ عقار سيروكسات 20mg، نصف حبة يوميا، بداية لم أشعر بأعراض جانبية للدواء، ولكن بعد أسبوع شعرت بالاكتئاب والقلق بشكل كبير، ألزمني الفراش، ومنعني من القيام بالأعمال اليومية، وما زالت الأعراض مستمرة منذ عشرة أيام.
علمت أن من أعراض عقار سيروكسات شدة الاكتئاب، والتفكير في الانتحار, فهل أتوقف عن تناول الدواء، أم أن هذه الأعراض مؤقتة؟ لأني قبل تناول الدواء كنت في حالة أفضل، وأنا شخص لديه أهداف وطموحات، وأخشى أن يعيقني هذا المرض من تحقيقها، وخصوصا أنني تعرضت من قبل لنوبات اكتئاب أثرت في مستواي الدراسي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
من واقع رسالتك أستطيع أن أقول أن الذي بك -إن شاء الله تعالى- هو أمر بسيط، وهو القلق الاكتئابي من الدرجة البسيطة، ويظهر أنه ظرفي وعارض، فالأمر لا يحتاج لتناول الزيروكسات أصلاً، فأرجو أن تتوقف عن تناول هذا الدواء، وإن كنت الآن تتناول نصف حبة فاجعلها نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوع، ثم توقف عن تناوله؛ لأن التوقف المفاجئ من الزيروكسات أيضًا له ارتدادات سلبية.
أعتقد أن دواء بسيط جدًّا مثل الـ (موتيفال) أو الـ (دوجماتيل) سيكون كافيًا جدًّا بالنسبة لك، إن وجدتَّ الموتيفال تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً، وإن كان الـ (دوجماتيل) والذي يُعرف علميًا باسم (سلبرايد) موجود، تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومثلها مساءً لمدة شهرٍ، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، وإن وجدتَّ الموتيفال فتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، لكن لا تتناول كلا الدوائين – الموتيفال والدوجماتيل) في وقت واحد، لست في حاجة لذلك، ولست في حاجة للزيروكسات.
وموضوع ما يُثار حول أن الزيروكسات قد يزيد من الاكتئاب والتفكير في الانتحار: هذا حدث في حالات نادرة جدًّا، ولأشخاصٍ ليس لديهم استقرار نفسي أصلاً، وربما يكون لديهم شيئًا من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، نحن الحمد لله أنعم علينا بنعمة الإسلام، وهي الجدار الواقي الذي يحمينا من الانتحار، وكل أفكارٍ خبيثة على هذه الشاكلة.
أيها الفاضل الكريم: أنت شاب حباك الله بطاقات عظيمة، بل أنت في بدايات الشباب، فأريدك أن تستفيد من هذه الطاقات، هذا العمر الجميل يجب أن يُوظَّف بما هو جميل وفاعل وطيب: مارس الرياضة، اجعل لنفسك خطط مستقبلية، سخِّر طاقاتك من أجل الإنجاز، كن بارًّا بوالديك، وسِّع من صِلاتِك الاجتماعية، الحرص على العبادات، العبادة تتطلب طاقة فيجب أن تُزكي جسدك من خلال الصلاة في وقتها، وقيام الليل متى ما كان ذلك متاح، تلاوة القرآن، الدعاء والذكر، هذا كله سوف يُمثِّلُ فتحًا عظيمًا بالنسبة لك.
وأريدك أن تجتهد في تحصيلك العلمي، وإن كنت في مجال العمل فالعمل أيضًا يتطلب الإجادة، أنت الآن في الجامعة، فإذًا الطاقات نحو الدراسة، وحين يأتي العمل سوف تجده -إن شاء الله تعالى-، وخير نعمة يكتسبها الإنسان في هذه الحياة هي الدين والعلم، كلاهما لا أحد يستطيع أن ينزعهما منك أبدًا، بقية الأشياء قد تُنزع وقد تضيع -المال والعمارات والعقارات وغير ذلك-، فسلِّح نفسك بما هو مفيد لك من علمٍ ودين، واجعل توجُّهك الفكري توجُّهًا إيجابيًا، ولا تعامل نفسك معاملة المكتئب، أبدًا، أنت لست مكتئبًا اكتئابًا فظًّا أو اكتئابًا عميقًا أو حتى اكتئابًا حقيقيًا، هي مجرد هفواتٍ في المزاج، يتم التخلص منها من خلال التوجُّه الفكري من الناحية العملية أيضًا والشعورية كذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.