أعاني من خوف الأماكن المغلقة، فما العلاج؟
2016-10-19 05:43:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 38 عاما، وأم لأربعة أطفال، وحامل في الشهر الثامن، بدأت الحالة معي قبل 4 سنوات تقريبا، كنت راجعة من العمل وكان الجو حار، وأحسست بالاختناق وكدت أن أجن، وفتحت النافذة، وفي نفس اليوم ذهبت إلى السوق وأتتني حالة خوف وبدأ جسمي يتصبب عرقا مع رجفة، وقلبي يخفق، وأخذت أبحث عن مخارج السوق والأبواب.
كان شيئا صعب علي جدا، عدت للمنزل وكانت أطول ليلة في حياتي، خوف وبكاء، وركض إلى النوافذ لأفتحها، كدت أن أجن من هذا الأمر، خوف من أي مكان مغلق.
ذهبت إلى المستشفى، وقمت بعمل التحاليل وكانت كل فحوصاتي سليمة باستثناء خمول بسيط في الغدة، ونقص في فيتامين (د)، من بعدها بدأت أذهب للمشايخ والرقاة، وكنت أتأثر من الرقية، واستمررت فترة طويلة وما زلت مستمرة.
الآن لي أربع سنوات وأنا أعاني، أخاف من الأماكن المغلقة الواسعة، فجأة تأتيني الحالة وأرتجف، وأتصبب عرقا في بعض المرات، أخاف أن يغلق علي الباب، فكرة الاحتجاز في أي مكان لا تفارقني أبدا، فقدت لذة الحياة، وأصبحت الحياة بلا طعم، تنتابني الحالة في أوقات مختلفة قبل النوم، وفي الأماكن الضيقة والواسعة، فكرة الطيران أخاف منها، فإذا سافرت إلى مكان غير مدينتي يأتيني خوف وأرغب بالرجوع إلى مدينتي، صاحب هذه الحالة ضيق وقلق واكتئاب، وعدم إحساس بالحياة. لم أزر طبيبا نفسيا، زوجي رافض للفكرة ومقتنع أني أعاني من العين والحسد.
أنا الآن حامل في الشهر الثامن، وكل وقتي أفكر في المستشفى وغرفة الولادة، والمصعد، وكيف سأتحمل الألم مع الحالة لو جاءتني وقت الولادة؟ وهل ستكون الغرفة مغلقة؟ وكيف لو أغلق المصعد وغيرها من الأفكار.
أرجو إفادتي بأي أدوية أستطيع استخدامها، وتكون آمنة وقت الحمل، ومع الرضاعة، وبعد الولادة، وأسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والتخفيف من المعاناة التي تعانين منها، ما عانيته قبل أربع سنوات هي نوبة هلع شديدة، وتحولت بعدها إلى أعراض رهاب، معروف أن الرهاب دائمًا يكون مع أعراض الهلع أو نوبات الهلع الاجتماعي، خاصة رهاب الساحة أو رهاب الخروج، لكن الرهاب الآن تحول إلى رهاب المناطق المغلقة، وهذا ما تعانين منه الآن، وتتوجسين منه بشدة، خاصة أنت الآن حامل، ومُقبلة على وضعٍ وولادة، وعندك أربعة أطفال، وهذا أيضًا يُسبب ضغوطًا نفسية، الولادة معروف أنها تُسبب ضغوطًا نفسية، وبعض الدراسات أثبتت أن وجود ثلاثة أطفال عند المرأة وفي نفس الوقت تعمل ولها وظيفة - مثلك تمامًا - وأعمار أبنائها أقل من 13 سنة، هذه المرأة تكونُ عُرضةً إلى الاكتئاب النفسي.
الأخت الكريمة: أنت فعلاً تحتاجين إلى دعم نفسي ومعالجة نفسية، ونسأل الله لزوجك الهداية، ويكون من الأفضل إذا تمَّ هذا تحت استشارة طبية، ولا أدري، فهل تحاولين بشتى الطرق أن تقنعي زوجك، أو حتى تتكلمين مع الأطباء - طبيبات النساء والولادة - الذين يُتابعون حالتك، لأنه نعم هناك أدوية يمكن تساعدك في مرحلة الحمل الآن والولادة، وليست لها تأثيرات كبيرة، ولا تؤثر عادةً في الحمل والولادة، وتساعد في مثل حالتك، مثل دواء يُسمى (سيرترالين) يمكن أن يتم تناوله أثناء الحمل والولادة، وكل الدلائل تُشير إلى أنه دواء آمن في حالة الحمل والولادة، وجرعته خمسون مليجرامًا، وعادةً نبدأ بنصف حبة لمدة أسبوع بعد الأكل ليلاً وقبل النوم، ومفعوله عادةً يأتي بعد أسبوعين، يبدأ التحسن بعد أسبوعين، وبعد ذلك يمكن الاستمرار عليه لعدة أشهر، ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، وبعد ذلك يتم التوقف تدريجيًا بخفض ربع حبة يوميًا.
أيضًا هناك دواء يسمى (زيروكسات) أو يسمى علميًا (باروكستين) عشرين مليجرامًا، أيضًا من الأدوية التي يمكن أن تستعمل أثناء الحمل أو حتى أثناء الرضاعة، وجرعته عشرين مليجرامًا، نبدأ أيضًا بنصف حبة لمدة عشرة أيام أو أسبوع، ثم بعد ذلك يتم رفع الجرعة إلى حبة كاملة، وأيضًا يجب الاستمرار فيه لفترة ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، وأيضا يجب التوقف عنه بالتدريج، ولكن أرجو أن يكون هذا كله تحت إشراف طبيب نفسي للعوامل التي ذكرتِها، وإن كان أيضًا بالإمكان تحويلك إلى علاج نفسي سلوكي، فهذه أيضًا مفيدة في حالة رهاب الأماكن.
أختي الكريمة: أرجو لك العافية، ووفقك الله وسدد خطاك.