أعاني من طول الجلوس لقضاء الحاجة، هل من حل؟
2015-04-26 04:34:52 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أجيبوني بالتفصيل -بارك الله فيكم- واصبروا على شرحي للسؤال، وجزاكم الله عنا خيرا، فقد أطلت كثيرا عليكم.
أنا أعاني كثيرا جدا من الإطالة في الجلوس في وضعية قضاء الحاجة، لدرجة أني اليوم جلست
(40) دقيقة، وهذا طبيا يضر مفاصل الركب ويسبب البواسير، والأطباء يوصون بالجلوس في وضعية قضاء الحاجة بمدة أربع دقائق، وبعدها يقوم ويعود بعد وقت آخر إذا كانت حاجته لم تقض.
هذه الحالة مستمرة معي بشكل أتعبني وأحرجني عندما أكون ضيفا أو مسافرا، وفي شؤون حياتي كلها، وهذه الحالة عند الصلوات الخمس فقط، وذلك لأني لا بد أن أدخل وأقضي حاجتي عند كل صلاة، وفي الحقيقة كثير من الأحيان لا أحتاج الدخول، ولكني أحس بغرغرة في بطني، وأحيانا ثقلا في المخرج فأدخل وأطيل، ولا يخرج شيء، وأحيانا لا أشعر بوجود شيء ولكنه يخرج وبكثافة وإن كان بشكل متقطع؛ مما يجعلني أجلس لقضاء الحاجة فترة طويلة جدا، أجلس لمدة عشرين دقيقة كحد أدنى.
أحيانا لا أحس بشيء؛ فأقوم، وبمجرد وقوفي أحس بثقل أو نفخة فأجلس ولا يخرج شيء، وأحيانا يخرج وبكثافة، وأحيانا شيء قليل جدا جدا، فاحترت وتعبت ما بين المرض والوسوسة، ولولا الصلاة لما عانيت من ذلك؛ لأني عندما أقضي حاجتي في غير أوقات الصلاة ممكن أن أقوم وأنا ما زلت أشعر بشيء، ولكنه لم يخرج بسهولة، فأستنجي وأقوم ولا أحس بشيء يثقل علي أو يقلقني في راحتي، أو يشعرني بأني متضايق، بل أكون طبيعيا جدا، فما الحل؟
بارك الله فيكم، وجزاكم عنا خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو المنذر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن ما تشكو منه يدخل في حيز ما نصفه بـ(عدم الارتياح التام أو الكافي بالتغوط) وهذا التعريف أحد مظاهر الإمساك أوالعبور البطيء بالقولون، وقد يكون السبب في طبيعة الغذاء المتناول كالأغذية قليلة الألياف، أو الأغذية غير المتنوعة والمتوازنة أو اضطرابات هرمونية، أو جزءاً من المعاناة بالقولون العصبي، وفي كل الأحوال لا بد من فحص طبي، وإجراء تنظير وتقييم لمنطقة المستقيم والسين الكولوني قبل البت بتشخيص الكولون العصبي.
ويتوجب معرفة منذ متى من الوقت بدأت هذه القصة؟
أما الأسباب التي تحدث مثل:
1- غذائي: النظام الغذائي للمريض ناقص الألياف أي لا يحتوي على كميات مناسبة من الخضار والفواكه والحبوب والبقول، وتناول كميات ضئيلة من السوائل والملينات، أو اتباع حمية غذائية غير متوازنة تؤدي إلى الإصابة بالإمساك.
2- أسباب وظيفية (عصبية) بما في ذلك: اضطراب في العضلات الشرجية العاصرة، هبوط في عضلات العجان, وتضخم القولون الخلقي، مرض هيرشسبرونخ عند الأطفال الرضع، وهو أكثر الأمراض شيوعا وارتباطا بالإمساك.
3- دوائي: الإمساك من الآثار الجانبية لكثير من الأدوية، مثل: المواد المنومة (مثل المسكنات الشائعة التي تحتوي على الكودين)، مدرات البول، مضادات الاكتئاب، مضادات الهيستامين، مضادات التشنج، مضادات الاختلاج، ومضادات الحموضة المصنوعة من الألومنيوم، إدمان الجسم على الزيوت العطرية والأعشاب يؤدي إلى كسل في نشاط الأمعاء.
4- فرط كالسيوم الدم، ضعف نشاط الغدة الدرقية، داء السكري، والتليف الكيسي، الإمساك شائع أيضا في الأشخاص الذين يعانون من الضمور والتوتر العضلي.
5- آفات الشرج والمستقيم: سرطان القولون، الشق الشرجي، التهاب المستقيم، الهبوط، الشرج الباسوري، وخلل في وظيفة قاع الحوض.
6- البدانة وقلة النشاط الحركي.
العلاج الرئيسي للإمساك يشمل تناول الكثير من الماء، والألياف (سواء الغذائية أو التكميلية) ولا ينصح بالاستعمال الروتيني للملينات؛ لأن حركة الأمعاء قد تعتمد على استخدامها. ويمكن استخدام الحقن الشرجية كمحفزات ميكانيكية، غير أن الحقن الشرجية مفيدة عموما للبراز الموجود في المستقيم فقط، وليس في الأمعاء.
أنصحك -أخي الفاضل- بمراجعة طبيب مختص للبدء بتقصي أسباب الإمساك عندك، وإجراء التحاليل المناسبة مع تنظير للمستقيم والسين، ولا بأس من استخدام ال(Duphalac 30 ml) مرة واحدة يومياً ريثما نتوصل للسبب الأساسي لمشكلتك.
مع تمنياتي لك بالصحة والعافية بإذن الله.
++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ وليد البدوي استشاري الأمراض الباطنية والهضمية وأمراض الكبد، وتليها إجابة د/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على الصلة بإسلام ويب.
أيها الفاضل الكريم: أفادك الأخ الدكتور وليد البدوي بمعلومات ممتازة جدًّا مرتبطة بحالتك، فأرجو الاستفادة منها.
ومن ناحيتي أقول لك -أخي الكريم-: إن الجانب الوسواسي قد أثَّر عليك وأدى إلى ما نُسميه بالبطء الوسواسي، أنت لديك فكرة وسواسية متعلقة بالنجاسة والطهارة، وهذا هو الذي جعلك تستغرق وقتًا طويلاً في قضاء حاجتك، لأنك تريد أن تتأكد تأكدًا تامًا ومُطلقًا وبصورة وسواسية على أنك قد تنظفت وقد تطهرت بصفة أو بصورة كاملة، وهذا أحد الوساوس التي تؤدي إلى البطء والتردد، وهذا النوع من الوساوس يُعالج من خلال أن تكون صارمًا مع ذاتك، وأن تُنقص الوقت الذي تقضيه في الحمام بالتدرج، تكون منضبطًا جدًّا.
وأحد التمارين التي يجب أن تُطبقها هي: أن تختار وقتًا متسعًا لقضاء حاجتك، أي أنه ليس لديك مشاغل ويمكن أن تقضي في الحمام ساعتين إذا أردت أن يتعارض ذلك تمامًا مع أيٍّ من واجباتك الحياتية، لكن قطعًا لا تقضي ساعتين في الحمام، حتِّم على نفسك أنك سوف تقضي عشر دقائق فقط، وكن صارمًا جدًّا مع نفسك، وانظر إلى الساعة عند الدخول، وراقب الزمن بدقة شديدة، وبعد انتهاء المدة يجب أن تنهض وتخرج من الحمام.
هذا –يا أخِي– هو العلاج، أما إذا لجأت إلى المساومة مع نفسك والتردد فهذا يُعقد الأمر كثيرًا.
قطعًا حين تُطبق هذا التمرين سوف تُصاب بشيء من القلق، سوف تُصاب بشيء من التردد، سوف يعتريك شعور بعدم الطمأنينة، لكن هذا الشعور سوف يتلاشى تدريجيًا. هذا التمرين يجب أن تُكرره يوميًا، وبذلك تكون قد عالجت المشكلة من جذورها.
بجانب ذلك: لا تناقش الوسواس أبدًا، الوسواس سوف يُلحُّ عليك، وسوف يجُرَّك جرًّا أن تجلس المزيد من الوقت في الحمام، قل للوسواس: (أنت وسواس حقير، لن أخاطبك، بل لن أكافئك، إنما أنا الآن بدأتُ في تحطيمك من خلال تطبيقاتي الجديدة) قل لنفسك هذا الذي ذكرته لك، ويجب أن تُصِرَّ عليه، ولا تجعل الوسواس يستحوذ عليك أبدًا.
الأمر الآخر هو: أن تجري بعض التمارين الرياضية، هذا يفيدك كثيرًا، وأيضًا اتبع النسق الذي ذكره لك الدكتور وليد فيما يخص النظام الغذائي.
أخِي: تناول عقارا مثل (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) سوف يُخفف عليك هذا الوسواس كثيرًا.
أنت لم تذكر عمرك، لكن إذا كان عمرك أكثر من عشرين عامًا فليس هنالك ما يمنع أن تتناول الفلوكستين، وهو أحد مضادات الوسواس ومُحسِّنات المزاج، الجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، ويمكنك أيضًا استشارة الطبيب النفسي إذا كان ذلك ممكنًا بالنسبة لك.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.