ما هي آثار الزواج من رجل مطلق؟
2014-12-15 01:48:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة جامعية، ومن أسرة طيبة، أبلغ من العمر 35 عاماً، تقدم لي الكثير من الشباب الذين لم يسبق لهم الزواج، والآن تقدم لي شاب، يقال إنه ملتزم، وهو مطلق، وأب لولد وبنت، ولكنهما يعيشان مع أمهما، ولا أعلم سبب طلاقه، حيث لم تتم المقابلة بيننا، حتى يتم الرد مني بالموافقة المبدئية.
أنا قلقة جداً من موضوع تجربته السابقة، فهو مطلق وأب لأطفال، فقد رأيت في محيطي تجارب مشابهة أن الزوجة الثانية فوجئت بزوجها يحضر أطفاله عندها لتربيتهم بعد شهرين من زواجه منها، ولا أخفيكم-بفضل الله حقا وبرضا وليس بيأس كما يظن البعض- أن أمر الزواج أصبح ثانوياً، وليس غاية بالنسبة لي، بل لم أعد أفكر فيه سوى في الجنة؛ لعدم وجود الكفؤ بعد.
ولكنني أعيش مع أمي فقط، حيث إخوتي تزوجوا، ومن حولي يقولون لا تستطيعين أن تعيشي بمفردك بعد أمك، ولكنني لا أرغب في الزواج، فأنا راضية بوضعي وحالي، طالما أنني أحاول أن أرضي الله، وهذه غايتي، ماذا أفعل؟ هل أقبل الزواج من مطلق؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
المرأة خلقت للرجل ولها خلق الله الرجل، وتكتمل سعادة كل منهما مع الآخر، ولا رهبانية في الإسلام، فلا ترفضي الزواج إذا طرق الباب صاحب الدين والأخلاق، وكوني واقعية في المواصفات، ونحن لا يمكن أن نجد رجلاً بلا عيوب، كما أنه لا توجد امرأة خالية من النقص، ولكن طوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، ومن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.
أما بالنسبة لمن طرق الباب، فانظري إلى دينه وأخلاقه، ولا تقفي طويلاً عند وجود أطفال معه، فإن لهم أما، وإن جاء بهم فرحبى به وبهم، واحتسبي الأجر عند الله، وتخيلي لو أن هؤلاء الأطفال لك، والموقف معك، قال تعالى:{وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم}، وأرجو أن تعلمي أن هناك من أحسن التعامل مع أبناء الزوج، وسعدن بهم ومعهم، وانتفعن من برهم عند الكبر، وهناك من أحسن لأبناء الزوجة، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أبناء أم سلمة -رضي الله عنها-، وكما فعلت سودة -رضي الله عنها- مع بنات النبي -صلى الله عليه وسلم من خديجة -رضي الله عنها-، إننا نريد من الفاضلات أمثالك أن يسرن بسيرة الصحابيات، وليس على ثقافة المسلسلات، أو أفكار الجاهلات.
وأرجو أن تسألوا عنه، وعليه أن يسأل عنكم، فإذا تأكدتم فلا تترددي في القبول به، ولا تهتمي بكلام الناس، فإن رضاهم غاية لا تدرك، والعاقلة تجعل هدفها إرضاء الله، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أنه يتحقق بالزواج نصف الدين، وبه تتحقق معاني الأمومة.
نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وسعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار في التواصل، وسددك الله وأيدك، ورزقنا وإياك البر لآبائنا وأمهاتنا.