التعافي من الإدمان دون الذهاب إلى مصحة للحجر
2014-07-14 03:01:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أستشيركم بشأن أخي، فهو يتعاطى الترامادول منذ حوالي 8 سنوات، ويريد أن يتوقف عن تناوله ويتركه نهائياً.
هو يتناول في اليوم ما يقرب من 10 حبات، أحيانا يزيد عنهم وأحيانا يقل منهم حسب ظروف شغله، ولكنه لا يريد الذهاب إلي مصحة لعلاج الإدمان، أو أن يتم حجزه داخل مستشفى، فهو يخاف من ذلك، فهل يمكن له أن يقلع عنه عن طريق تناول أدوية معينة تساعده على تركه؟ وهل يمكن أن يتعالج وهو في المنزل بدون متابعة مع دكتور وحجز في مستشفى أو مصحة ومتابعته؟
كما أنه لا يستطيع أن يأخذ إجازة من عمله، فهل يمكن أن يتركه وهو يعمل، أم لا بد من أن يكون هذه الأيام في راحة تامة في المنزل؟ وما هي الأعراض التي سوف يشعر بها عند تركه؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المشكلة في علاج الإدمان أن بعض الناس تقول أنها تريد أن تتوقف، ولكنها لا تمتلك الآليات، ولا تمتلك الدافعية للتوقف الحقيقي، وهذه هي المشكلة.
علاج الإدمان ليس قولاً إنما فعلاً، والعلاج تحت إشراف المعالجين أفضل، لأنه يساعد الإنسان لتخطي الهشاشة النفسية والضعف الذي تسببه المخدرات للإنسان، والمخدرات استعبادية، تسيطر على الإنسان تمامًا، على كيانه، على وجدانه، ويقدِّمها ويفضِّلها على كل شيء، على نفسه وعلى أولاده، وعلى أمواله، وحتى على زوجته، وهذه مشكلة كبيرة.
هذا الأخ -حفظه الله– إن أراد فعلاً أن يتوقف عن تعاطي الترامادول؛ فهذا شيء ممتاز، ويجب أن نشجعه عليه، والترامادول نسبيًا الأعراض الانسحابية فيه ليست قاسية مثل الأفيونات أو الهيروين مثلاً، فإن كان هذا الأخ عنده الجدية التامة في أنه يريد أن يتوقف فهذا أمر جيد.
ولا نستطيع أن نقول أنه توجد أدوية بديلة للترامادول، ولكن تناول مضادات الاكتئاب ومحسنات النوم يساعدان قطعًا في التخلص من الترامادول.
أعتقد أنه يمكن أن يضع برنامجًا لنفسه، هو الآن يتعاطى الترامادول لفترة ثمانية سنوات، نحن نريد أن يتوقف من الترامادول خلال ثمانية أشهر، وهذه مدة طويلة جدًّا، والأمر بسيط جدًّا، وهو أن يخفض كل شهر حبة واحدة من استهلاكه اليومي، حبة واحدة شهريًا، وحين يصل إلى نهاية الثمانية أشهر؛ سوفي جد نفسه أنه قد توقف تمامًا من الترامادول، وخلال فترة التوقف التدريجي هذه لابد أن تكون لديه برامج جادة لتساعده وتؤهله نفسيًا، أهم هذه البرامج هي: ممارسة الرياضة بصورة يومية.
ثانيًا: التخلص من الفراغ والضجر والملل الذي ينتج عن الفراغ، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت.
ثالثًا: الرفقة الصالحة الطيبة، وأفضل رفقة هي التي سوف يجدها في المسجد، فعليه أن يلتزم بصلاته، أن يجالس إمامه، وأن يتخير الصالحين من الشباب ليكون معهم.
وبالنسبة للعمل: هذا أمر جيد، ما دام لديه عمل ولديه وظيفة؛ أعتقد أن ذلك سوف يساعده على التعافي والتشافي، هذا بصفة عامة.
الأدوية التعويضية أو الأدوية التي يمكن أن تساعده: أنا أرى أن الريمارون والسوركويل، أدوية جيدة، لكنها مكلفة نسبيًا، إذا تناول الريمارون بجرعة ثلاثين مليجرامًا ليلاً والسوركويل خمسين مليجرامًا ليلاً أعتقد أن ذلك سوف يساعده كثيرًا في تحسين النوم، وتقليل الآثار الانسحابية.
وكما ذكرت سلفًا، ينقص حبة واحدة شهريًا من الترامادول، طريقة متدرجة بطيئة جدًّا ومفيدة جدًّا -إن شاء الله تعالى-.
هنالك أدوية تعويضية أخرى، مثل: التربتزول، رخيصة الثمن، الدوجماتيل أيضًا جيد، السوليان جيد، كلها -إن شاء الله تعالى- مفيدة، وتشكل حلولاً تساعده للتخلص من الإدمان.
هذا هو الذي أنصح به، وأسأل الله له العافية والشفاء والتوفيق والسداد.