خطبت ابنت خالتي وارتحت لها لكنها ما زالت مترددة!
2014-04-30 06:13:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا لدي مشكلة وأرجو أن تفيدوني ماذا علي أن أفعل، وجزاكم الله الخير.
تقدمت لخطبة ابنت خالتي، وسعتا أختي وخالتي الأخرى في هذا الموضوع، فكان من جهتي كنت أحبها في الله منذُ صغرها، وسبب حبي لها لا أعلمه، وفي الحقيقة هي جميلة جدا، ومتواضعة وصريحة جدا، عندما تقدمت لها ردت علي أنا أريدك أن تكون لي ومعزتك لدي لا يعلمها إلا الله، ولكن قلبي لم يمل إليك، مع أنك أجمل مني، وبمعنى آخر لم أحبك، وقالت: إني متفائلة فيك خيرا، وإني لن أجد مثلك.
علما أني والله على ما أقول شهيد إني أصلي وأخلاقي جميع الناس تعرفها، وأنحدر من عائلة معروفة بكرمها وأخلاقها، وإني أعمل في الدولة.
قالت لي إن أمي موافقة وأبي موافق، لكن أحد أعمامها غير موافق؛ لسبب أن لدي مشكلة مع عمي، وهي ليست مشكلة كبيرة وعمها هذا مؤثر على أعمامها الثلاثة.
طلبت منها أن تصلي صلاة استخارة ففعلت ما طلبت منها، فكان ردها علي بعد صلاتها للاستخارة أن نفسيتها متضايقة، وقالت إنها ستعيدها إن شاء الله.
علما أن الفتاة دائما مترددة، وعندها اللامبالاة، ومتقلبة المزاج أحياناً، وتعاني من الحظ المتعثر.
أما أنا فصليت الاستخارة مرتين، ففي المرة الأولي بعد صلاتي للاستخارة لم أكن مثلها متضايقا، بل بالعكس تماماً، كنت مستريحاً نفسياً، ومتفائلاً خيراً بإذن الله، أما في الصلاة الثانية فصليت بعد أذان الفجر، وقبل ركعتي الفجر وصلاة الصبح.
بعد أن عدت من الجامع أي بعد صلاة الصبح مع الجماعة، رجعت إلى النوم فرأيت في منامي أن الفتاة واقفة بجانب الطريق الذي بيني وبينها، تريد العبور للجهة التي فيها أنا، وكان من خلفي شارع فيه منزل جدي والد أبي، فعبرت الطريق على قدميها وأتت إلى المكان الذي فيه أنا، ثم رأيتها راكبة في سيارة في ذاك الشارع، وكانت تلك السيارة بها عطل كنت أصلحه، وكان المطر يهطل بشكل جميل جداً، ولم أكن منتظراً منه أن يعيقني، ثم نظرت إليها فكان وجهها عليه تلك الآثار، وتعابير وجهها أنها عادية ليس عليه أي استياء أو غضب، فسألتها ماذا به وجهك؟ مع أني أعرف السبب، والسبب هو ذلك المطر، فقالت لي شيئا لم أفهمه.
وسبحان الله! فبعد أن استيقظت من النوم بخمس أو عشر دقائق اتصلت بي، وذلك ليس من عادتها في ذاك الوقت الاتصال بي، فأخبرتها بما حدث، علما أني بعد الصلاة الثانية كنت متفائلاً خيرا بإذن الله، ومستريح نفسياً.
الرجاءً أفيدوني، كيف أتصرف أو أفعل من ناحية أن قلبها لا يميل إلي، وأنها استخارت وتضايقت عكسي؟ أنا استخرت واسترحت ومتفائل خيراً، وأحبها في الله، علما أني على علاقة معها هاتفياً، وحريص جداً أن لا أفعل معها ما يخالف شرع الله، وإني والله صادق مع الناس ومع نفسي، والذي في قلبي على لساني.
أنا معروف والذين يحبوني أكثر من الذين يكرهوني على حد علمي، والله على ما أقول شهيد.
جزاكم الله الخير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ benkoopa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن بنت الخالة بالمنزلة الرفيعة، وأنت ولله الحمد على خلق نبيل، والعلاقة بينكم وثيقة، والدها ووالدتها وافقوا، والفتاة من طبعها التردد، غير أنها تُثني على ما عندك من إيجابيات، كلها أمور تدل على بشائر الخير.
الذي نريد ألا تستمر عليه هو هذا التوسع في الاتصال، وإذا كنت تريد أن تتواصل لتعرف المزيد فنتمنى أن تكون الأخت – أو إحدى المحارم – هي التي تتواصل بينك وبينها، أما أن يحصل هذا التواصل دون أن تُصبح هذه العلاقة علاقة شرعية، فهذا ما لا نريده لك، بل نحب أن نقول: ما عند الله من التوفيق والخير لا يُنال إلا بطاعته، فاحرص على إيقاف هذه العلاقة حتى تُوضع في إطارها الصحيح.
أظن أن الخالة على علم بك، وأن الوالدة على علم بك، وهم قد وافقوا ولله الحمد، فأرجو أن تترك بقية الجهود للوالدة، ولأختك، ولعمتك، أو لخالاتك، من أجل أن يتواصلوا في هذه المواضيع، حتى يصلوا إلى اتفاق.
أحب أن أؤكد لك أن ما رأيته واستبشرت به أرجو أن يكون خيرًا، ولكن لا بد أن نُدرك أنه ليس من الضروري بعد الاستخارة أن تُرى رؤيا، وليس من الضروري أن تظن أن الاستخارة غير ناجحة لمجرد صعوبات تقف في طريقها، وعليها أن تترك هذا التردد، وتعزم أمرها، وتستخير، وتستشير، ثم تُقدم على الأمر الذي فيه مصلحة، ومثل الفتاة المترددة تحتاج إلى من ينصحها، ويُبيِّن لها خطورة تفويت الفرص، خاصة عندما يكون الخُطَّاب أصحاب دين ومناسبين معها.
نسأل الله أن يجمع بينك وبينها على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونذكر بأن التقيد بأحكام الشرع من أسباب التوفيق من الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولك ولها التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير حيث كان ثم يرضيكم به.