الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قبل أن أتحدث عن الدواء، أود أن أقول لك: إن حالتك بسيطة، التي أتتك هي نوبة من نوبات الهلع والهرع، وهو نوع من القلق النفسي المرتبط بالمخاوف، قد لا تكون له أسباب أبدًا، لكن في حالتك ربما تكون له علاقة بالدورة الشهرية، فتذبذب الهرمونات النسوية قد ينتج عنه بعض التغيرات الوجدانية التي قد تظهر في شكل قلق.
الحالة بسيطة جدًّا، وليس هنالك ما يدعوك أبدًا للتوتر، أكثري من أنشطتك اليومية، لا تدعي مجالاً للفراغ، مارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وأريدك أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، موقعنا لديه استشارة تحت رقم (
2136015)، أرجو الرجوع إليها والاطلاع عليها، ومن ثم تطبيق ما ورد فيها من توجيهات، فهي مفيدة جدًّا.
أي إنسان في عمرك يجب أن يكون له توجه إيجابي وخطط في الحياة، وأنت تملكين الطاقات النفسية والجسدية التي يجب أن توجهيها التوجيه الصحيح، استعمال الأدوية لا بأس به، وإن كنت لا أريد لإنسان في عمرك أن يرتبط كثيرًا بالأدوية، ووالدك -جزاه الله خيرًا– استجاب لطلبك وأحضر الدواء، وهو عقار (سبرالكس) وهو عقار ممتاز وسليم جدًّا، لكني أفضل حقيقة أن تتناوليه تحت إشراف الطبيبة، ليس من الضروري طبيبة نفسية، حتى طبيبة الأسرة أو طبيبة الرعاية الصحية الأولية يمكن أن تشرف على علاجك؛ لأن أعراضك في الأصل هي نفسوجسدية.
موضوع القولون العصبي، والتوترات والقلق والوخزة في الصدر، يفضل في مثل هذه الحالات أن تكون تحت الإشراف الطبي النفسي.
بالنسبة للدواء، تبدئين استعماله بخمسة مليجرام -نصف حبة- تستعملينها لمدة شهر، وهذه ربما تكون جرعة كافية جدًّا بالنسبة لك، وموضوع أنه يزيد الرغبة في الانتحار أو لا يزيد، هذه قضية طويلة ومعقدة جدًّا، والثوابت العلمية فيها قليلة، لكن نقول: إن من عمره سبعة عشر سنة أو أكثر يمكن أن يستعمل هذا الدواء، وبالجرعة الصغيرة التي ذكرناها، وقطعًا حين تكونين تحت إشراف الطبيبة هذا سوف يطمئنك ويطمئننا كثيرًا، وإذا أتتك أي أفكار سخيفة قطعًا يجب أن تُخبري طبيبتك مباشرة، بعد شهر يمكن أن ترفعي الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا، تستمرين عليها لمدة شهرين، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.
إذًا علاج حالتك لا يتمركز حول الدواء فقط، الدواء له مساهمات، لكني أريدها أن تكون مساهمات بسيطة، أريدك أن ترفعي الكفاءة النفسية لشخصك الكريم، وذلك من خلال التفكير والتوجه الإيجابي، وإكثار الفعاليات اليومية، والنظرة الإيجابية نحو المستقبل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.