شاب في حياتي يريدني بالحرام وأريده بالحلال، فما نصيحتكم لي؟
2013-11-03 01:23:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قصتي هي: أنني معجبة بشخص، وأريده بالحلال، وهو يريدني بالحرام، وأشعر بأن هذا هو الشخص الذي أتمناه، فهل لي أن أدعو الله بأن يرزقني به زوجا؟ وهل لي أن أصلي صلاة الاستخارة بأن يرزقني الله به زوجا أم لا؟ وإذا استخرت فكيف ستكون النتيجة؟
لأني استخرت الله قبل رمضان، وكنت سعيدة جدا بقربي من الله، ولكني من بعد ذلك عدت لذنوب كنت تائبة منها، كما عدت إلى التحادث معه، ولا زال يريدني بالحرام، فأجدني لا أشعر براحة تامة، فهل هذه نتيجة الاستخارة؟ أم أن ذلك من الشيطان يريدني أن أكف عن الدعاء، وأن أفقد ثقتي بربي؟ لأنني واثقة بأن ربي على كل شيء قدير، وأنه قادر على أن يهدينا ويتوب علينا، وأن نعيش بسعادة معا، فهل أكمل الدعاء له، أم أدعو الله بأن يرزقني غيره؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة -، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونحب أن نؤكد لك ضرورة إيقاف هذه العلاقة حتى توضع في إطارها الشرعي الصحيح، فابتعدي عن هذا الشيطان، إلا أن يتوب ويعود إلى الله تبارك وتعالى، ويطلب يدك بالحلال، ويأتي بيتكم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، ويطلبك بطريقة رسمية.
أنت غالية، أنت لست رخيصة حتى يريدك بالحرام، واحمدي الله الذي عصمك من السقوط ومن التمادي معه، ونتمنى أن تقطعي الحبائل التي بينك وبينه، وبعد ذلك لا مانع من أن تدعي الله له بالهداية، وبأن يكون من نصيبك -إن كان فيه خيرا-، ولكن التواصل معه محرم وممنوع، ولا يجوز، وهو من الخطورة بمكان؛ لأن أمثال هؤلاء الأشقياء يمكن أن يسجلوا صوتك ويسجلوا لك أشياء، ثم بعد ذلك يهددونك بها حتى يوقعوك فيما أرادوا من الشر - عياذًا بالله تبارك وتعالى -.
فعليك النجاة بنفسك والبعد عنه وبهدوء، والإقبال على الله تبارك وتعالى ان يرزقك بزوج صالح أو يُصلحه هو ليتوب ويعود إلى الله تبارك وتعالى، ولا نؤيد فكرة القبول به إلا إذا تاب، إلا إذا رجع إلى الله تبارك وتعالى، إلا إذا ندم من هذه النيات السيئة التي كان ينويها، والأعمال القبيحة التي كان يريد أن يقع ويوقعك فيها، فاحمدي الله الذي أنقذك، واعلمي أن ما عند الله من الخير لا يُنال إلا بطاعته.
واعلمي أن الله تبارك وتعالى بيده ملكوت كل شيء، ولكن الإنسان لا يفعل الخطأ ثم يدعو الله تبارك وتعالى، وإنما الخطوة الأولى والأهم والملحة هي أن تتوقفي فورًا عن التواصل معه، ولا تعودي إليه إلا إذا جاء داركم من الباب، إلا إذا طلب يدك بطريقة رسمية، فمجرد المحادثة معه، ومجرد المكالمة معه فيه جرأة له، فيه تشجيع له على التمادي معك، فيه دليل على أنه يشعر بأنك ضعيفة، وأنك يمكن أن تليني أو تستكيني وتستجيبي لرغباته الآثمة – عياذًا بالله تبارك وتعالى -، .
ونحب أن نؤكد لك ولكل فتاة أن الإسلام أراد الفتاة غالية مطلوبة، مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وأن الشاب الذي تتأبى عليه الفتاة وترفضه، وتلوذ بإيمانها وحجابها بعد الله، وبمحارمها، فإنها تنال عنده أرفع المنازل، ويوقن أنه أمام امرأة شريفة، بعكس التي تقدم التنازلات وتجري ورائه، فإن الرجل يجري منها، ولكن التي تهرب منه فإن الرجل يُلح ويفعل أشياء كثيرة من أجل أن يفوز بها.
فعمّري قلبك بحب الله، واشغلي نفسك باللجوء إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن للذنوب آثارا وشؤما، لكن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فعجّلي بالتوبة، وعجلي بالرجوع إلى الله، واحمدي الله الذي سترك وحفظك، واعلمي أن العظيم يستر على الإنسان ويستر عليه، ولكن إذا تمادى في المعصية، ولبس للمعصية لبوسها، وبارز الله بالعصيان، هتكه وفضحه وخذله، فاحذري من مكر الله، وتوبي إلى الله تبارك وتعالى.
ونشكر لك هذا التواصل، ونتمنى أن توقفي العلاقات فورًا عند وصول هذه الإجابة، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، واسألي الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به.
والله الهادي إلى سواء السبيل.