كيف أجادل هندوسيا؟ وما أهم الكتب والمصادر التي تتكلم عن عقيدتهم؟
2013-07-01 03:59:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد كتابا أو محاضرة باللغة العربية؛ تبين التصور الحقيقي للإله في دين الإسلام والهندوسية، وكيفية تفنيد عقيدة الهندوس بالقرآن الكريم.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتنا وإياك على الحق، وأن يهدينا جميعًا صراطه المستقيم، كما نسأله تبارك وتعالى أن يُرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، وأن يُرينا الباطل باطلاً وأن يرزقنا اجتنابه، وأن يحفظنا من الزيغ والضلال، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – من أنك تريد كتابًا أو مناظرة بالعربية تبين التصور الحقيقي للآلهة في الإسلام والهندوسية، أو تفند عقيدة الهندوس..
أقول - بارك الله فيك –: هذا من باب العلم الذي لا ينفع، والجهل الذي لا يضر؛ لأن المطلوب منك فقط أن تركز على دينك الذي أكرمك الله تبارك وتعالى به، ولا أعتقد أن هناك كتابًا يتكلم عن الله - جل جلاله وتقدست أسماؤه - أعظم من القرآن الكريم، ومما ثبت أيضًا في سنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم–، فنحن لسنا في حاجة إلى أن نقرأ أي مرجع آخر، أو نعود إلى أي كتاب آخر بعد كتاب الله، لأنه لا يوجد مَن يُحدثك عن الله أعظم من الله - جل جلاله -، ومن نبيه - عليه صلوات الله وسلامه – ولذلك تجد أن معتقد أهل السنة والجماعة ( الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه، أو وصفه به نبيه - صلى الله عليه وسلم – في سنته )، فنحن مع القرآن والسنة، ولسنا في حاجة إلى أي مرجع أو مصدر آخر.
وأما قضية معرفة الإله في الهندوسية: فأنت تخوض في بحر لا شاطئ له ولا عمق له؛ لأن هذه معتقدات ضالة فاسدة، ليس لها أي أساس من الصحة، ولذلك تجد أن الهندوسية تحوي مئات الديانات في داخل هذه العقيدة، وانقسمت على نفسها مئات المرات أيضًا، حتى إنك تحار، ما الذي يمكن أن يُطلق عليه كلمة هندوسية، بل إنهم قالوا: إن كل هندي يعتبر هندوسيًا – على سبيل المثال –، وقالوا: الهندوسي هو الهندي، فإذن كل من عاش على أرض الهند يعتبرونه هندوسيًا، والهندوسي هو الذي يعظم الهند ويُقدسها، الهندوسي هو الذي يعبد البقر، كل هذا الكلام لا أساس له من الصحة.
ولكن أنصحك عمومًا بقراءة كتاب: (الفصل في الملل والأهواء والنحل) للإمام ابن حزم – عليه رحمة الله –، وكتاب (الملل والنحل) بإذنِ الله تعالى سوف يدلك دلالة صادقة على حقيقة هذه المعتقدات، وسوف تتعرف على عقيدتهم، وعلى أفكارهم التي تداولوها وتناولوها منذ القدم وإلى يومنا هذا.
أيضًا هناك كتاب أصدرته الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وهو كتاب (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة) أيضًا فيه كمّ لا بأس به من المعلومات حول الهندوسية، وهو كتاب جديد مهذب، أما كتاب (الملل والنحل) كتاب قديم مكتوب بطريقة قديمة، إلا أنه موثق، وكل كلمة فيه إنما لها أصل ومصدر تستطيع أن ترجع إليه.
نصيحتي لك: بأن لا تضيع وقتك في مثل هذه الأمور، لأنها أمور لا تنفع، فإن تعلمتها لن تستفيد شيئًا، وإن جهلتها لن تخسر شيئًا، وإنما كم أتمنى أن تركز أولاً على دينك، وعلى كتاب ربك، وسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم –، لتتعرف على هذه المنابع العظيمة الربانية المعصومة بحق وصدق، مما يدفعك إلى الالتزام الصادق بكلام الله تعالى، وبكلام نبيه - عليه الصلاة والسلام - .
ثم إذا كنت طالبًا تدرس في أي مرحلة من مراحل الدراسة؛ كم أتمنى أن توفر الوقت لدراستك التي تنتسب إليها، لأننا في حاجة إلى علماء كبار يخدمون هذا الدين ويدافعون عنه في جميع الميادين العامة، وفي مجالات الحياة المتعددة، أما أن تقرأ عن الهندوس أو لا تقرأ؛ فلا أعتقد أنك ستُضيف جديدًا أبدًا، لا لنفسك، ولا للمسلمين، فحتى لو قرأت هذه الكتب فأنت تعلم أنها كتب هندية مترجمة، وعادة الترجمة عليها ما عليها.
ولكن الذي أنصحك به، وأن تركز عليه هو: التعرف على مولاك الملك - سبحانه وتعالى جل جلاله - من خلال كلامه، وكلام النبي - عليه صلوات الله وسلامه –، ثم محاولة تطبيق تدينك في حياتك، حتى يكون في قلبك الإيمان الحق، ثم بعد ذلك - بارك الله فيك – الاهتمام بدراستك إذا كنت طالبًا، لأننا في حاجة إلى المؤمن القوي، الذي ينفع الله به البلاد والعباد.
هذا وبالله التوفيق.
___________________________________________
انتهت إجابة الشيخ/ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
___________________________________________
مرحبًا بك أيها - الأخ الحبيب - في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.
نأمل أيها الحبيب أن يكون سؤالك عن الهندوسية بغرض التعرف على هذه العقائد الباطلة، ومعرفة كيفية إبطالها لدعوة من يعتقدون صحتها إلى دين الله سبحانه وتعالى الحق، وإلا فمجرد التعرف على هذه الأديان دون أن يترتب على ذلك عمل، ومجرد التعرف على ذلك فيه إضاعة للوقت بما لا ينفع، والمسلم مطالب بأن يبذل وقته فيما يعود عليه، وعلى أمته، وعلى البشرية بالنفع.
فنرجو الله - سبحانه وتعالى - أن تكون ممن يُجري الله عز وجل الخير على يديه، وأن يجعلك من الدعاة إلى دينه، وأن يهدي بك من شاء من خلقه.
أما عن الهندوسية - أيها الحبيب -: فقد كُتبت عنها كتابات عديدة، وهي ديانة قديمة في التاريخ، ولقِدمها؛ فقد تطورت، وتجددت، وأحدث الناس فيها على مدى هذا التاريخ الطويل ما أحدثوا فيها من زيادات ومن نقصان، ومن ثم فإن الحديث عنها يطول، ولكن نحن ننقل لك أهم ما قيل فيها عن هذا الجانب الذي سألت عنه، وهو جانب الألوهية فيها، أو جانب التوحيد، ومن خلال كتاب: ( الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة) فقد وردت نُبذة جيدة عن الهندوسية في هذا الكتاب، نأمل أن تراجعه - إن شاء الله سبحانه وتعالى -.
كما أننا سنحيلك على رابط في موقعنا الذي يحتوي على محاضرات جيدة في الهندوسية والاعتقادات الموجودة فيها، وكيفية دعوة من كان هندوسيًا، فنأمل - إن شاء الله سبحانه وتعالى - أن تستفيد من هذه المحاضرات بالشكل الجيد.
جانب الألوهية - أيها الحبيب - في الهندوسية جانب مظلم، إذ أنهم يعددون الآلهة بعدد مظاهر الطبيعة في هذه الحياة، فكل طبيعة نافعة أو ضارة لها إلهٌ يُعبد: كالماء، والهواء، والأنهار، والجبال، وهذه الآلهة الكثيرة يتقربون إليها بالعبادة وأنواع القرابين، ولكنهم إذا أقبلوا على إله من الآلهة التي يعبدونها؛ أقبلوا عليه بكل جوارحهم، حتى تختفي عن أعينهم كل الآلهة الأخرى، وعندها يخاطبونه برب الأرباب، أو إله الآلهة.
ثم حدثت لهذه الديانة تجديدات وإحداثات عديدة، ومن ذلك:
ما حدث في القرن التاسع قبل الميلاد؛ من جمع الكهنة الآلهة في إله واحد، فهو الذي أخرج العالم من ذاته، وهو الذي أسموه (براهمة) من حيث هو موجود، وسموه (فشنو) من حيث هو حافظ، وسموه (سِيفا) من حيث هو مُهلك، فهو ثلاثة وهو واحد في آنٍ واحد، وهذا مبدأ التثليث الذي قال به النصارى بعد ذلك، فمن يعبد أحد هذه الآلهة الثلاثة فقد عبدها جميعًا، أو عبد الواحد الأعلى، ولا يوجد أي فارق بينها.
الهندوسية يلتقون على تقديس بعض الحيوانات: كالبقرة، وأنواع من الزواحف، وأنواع من الحيوانات كالقرد، وإن كانت البقرة تتمتع من بينها جميعًا بقداسة تعلو على أي قداسة، ولها تماثيلها في المعابد والمنازل والميادين، إلى غير ذلك مما ألقوه على هذا الحيوان من التعظيم والتقديس، كما أن الهندوسية يعتقدون بأن آلهتهم حلّت كذلك في إنسان اسمه (كرشنال)، وقد يلتقي فيه الإله بالإنسان، أو حلَّ اللاهوت في الناسوت، وهم يتحدثون عن (كرشنال) كما يتحدث النصارى عن المسيح، ولهذا عقد بعض العلماء مقارنة بينهم وبين النصارى؛ تُظهر التشابه العجيب بين العقيدتين من ناحية التثليث.
نحن نأمل أيها الحبيب بعد كل هذا الذي أفدناك به عن هذه الديانة، نأمل أن تعود إلى مصادر هذه الديانة للقراءة عنها إذا كنت ممن يشتغل ويعتني بدعوة الهندوسيين إلى دين الله تعالى.
أما كيفية إبطال هذه العقيدة الباطلة؟؟؟
فإن القرآن يُبطل كل إله سوى الله - سبحانه وتعالى - بأدلة عقلية قبل استعمال الأدلة النقلية، فيقول سبحانه وتعالى: { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا }، أي لو كان في الأرض والسماء إله إلا الله لفسدتا، ولو كان ثم إله غير الله سبحانه وتعالى فإما أن يكون خالقًا مساويًا لله سبحانه وتعالى؛ فهنا يقع التضاد والتزاحم واختلاف الرغبات، فيكون أحدهما قويًّا، فهو الذي يستحق أن يُعبد، والآخر ضعيف لا يستحق أن يُبعد، أو يتساويا؛ فيقع الفساد في هذا الكون، فإن هذا الكون لا يُمكن أن يقوم إذا تعددت فيه الآلهة.
أما أن يكون أحدهما أبًا، والآخر ابنًا، أو أحدهما كبيرًا، والآخر صغيرًا، فهذا من أبطل الباطل أيضًا، فإن الصغير الضعيف لا يمكن أن يُسمى إلهًا مع وجود من هو أقوى منه وأملك له ولغيره.
فكل جواب عن عقيدة التثليث تُدفع به كذلك عقيدة الهندوسية الباطلة، وقد قال سبحانه: { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة }.
وهناك رابط بموقعنا سنحيلك عليه أيضًا نأمل أن تستفيد منه.
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=195758
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير.