أشكو من حموضة في فمي ورائحة كريهة، فما العلاج؟
2013-04-11 02:39:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، منذ 4 سنوات بدأت تظهر حموضة في فمي، وخاصة عند الاستيقاظ من النوم، مما يسبب لي رائحة كريهة في فمي، وتزداد عند تناول السكريات، راجعت عديدا من الأطباء، يقولون لي من المعدة، ووصفوا لي الأدوية، لكن دون فائدة، أصبحت هذه المشكلة تعكر حياتي، أرجو أن تساعدوني في حل المشكلة، وهل مشكلة المعدة مزمنة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لابد وأن ما تعاني منه وما قصده الأطباء هو أنك تعاني من الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux Disease (GERD)، حيث يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة، وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة، وقد تصعد هذه العصارة العالية الحموضة إلى أعلى المريء ومنها إلى الفم، وخاصة في الصباح؛ لأنه عند الاستلقاء ومع وجود الارتجاع فإنه يمكن أن يحصل ارتجاع العصارة المعدية إلى المريء، وإلى الفم، وأحيانا إلى الصدر.
وبسبب ارتجاع عصارة المعدة فإنه يحصل تخريش للمريء، وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء، وتضيقا أحيانا، ومن أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق أو الفم، بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس.
ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض لآخر، وقد يسبب أيضا الرائحة الكريهة في الفم.
ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع، أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي: (امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشوكولاتة، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب)، كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة، مما يضعف كثيراً عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.
ولتشخيص المرض لا بد من عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي.
أما العلاج فإنه يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة، وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.
وعدم فاعلية العلاج لا ينفي وجود الارتجاع؛ لأن بعض الحالات تكون شديدة ومعندة على العلاج، ومن ناحية أخرى على المريض الالتزام بتجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرتها، والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق، والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر، وأحيانا سنوات، ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات المعندة يُلجأ للعمل الجراحي.
والله الموفق.