هل أنتقل للسكن مع أبي أو أدع الفرصة لأختي وزوجها؟
2003-01-23 07:32:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو المساعدة.
أنا شاب متزوج منذ 4 سنوات وعندي ولد وبنت، وأسكن في شقة في حي شعبي قد قمت ببنائها وتأسيسها في عقار يملكه والدي، ولكني لا أرغب الاستمرار فيها لعدم ملائمة البيئة هناك، وقد عرض والدي علي نقل الأثاث إلى شقته في الحي الراقي جداً وذلك بعد ما تعذر علينا شراء شقة بنفس المستوى الراقي، ولكن المشكلة هنا أن لي أختاً وحيدة ومتزوجة ولها ولد وبنت وتكبرني بأربع سنوات، تركت شقتها هي وزوجها وجلسا مع والدي في الشقة لمدة طويلة، وذلك بحجة رعاية الوالد، وعلى الرغم أنهم لم يعطوني الفرصة لكي أجلس مع والدي أنا وزوجتي منفردين سوى أسبوعين في الإجازات الدراسية، وللعلم أن والدي يتكلف بجميع مصاريف المنزل، وزوجها لم يقم بالمساهمة سوى 15% فقط.
أختي غاضبة منى جداً هي وزوجها لأنى سأجلس مع والدي وهما سينتقلان إلى شقتهما القديمة وهي بعيدة عن مقر عملهما، وللعلم: هذه الشقة إيجار، والأم متوفاة من أربع سنوات، والدي مرحب بهذه النقلة، أرجو مساعدتي: هل أنتقل إلى شقة والدي بالرغم أني أولى من زوج أختي، وكذلك فمن المفروض أن الزوجة تتبع زوجها وليس العكس، وهو مكلف بها.
أعتذر جداً إذا أطلت على سيادتكم وأرجو مساعدتي.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل المهندس / أيمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بدايةً اسمح لنا أن نعتذر إليك عن تأخر الرد، وذلك بسبب ظروف الحج، ونسأله تعالى أن يتقبل منا ومنك صالح الأقوال والأعمال، وأن يوفقنا وإياك وسائر المسلمين إلى ما يحبه ويرضاه.
لقد لمست من خلال رسالتك الرقيقة طيب خلقك، وحرصك على تحري الصواب الذي يرضي الله ورسوله، وأسأله جل وعلا أن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يقضي حاجتك، ويوسع رزقك، ويوفقك في دنياك وآخرتك.
أخي أيمن! أنا أتفق معك في أنك أحق بالإقامة مع والدك من زوج أختك، ولكن ماذا تصنع وأختك مصممة على الإقامة معه ومستفيدة من ذلك، خاصةً أن الشقة قريبة من محل عملها وعمل زوجها، وأنها غاضبة هي وزوجها منك بسبب رغبتك في قطع هذه المنفعة عنهم، وهذا حال الكثير من الناس اليوم مع الأسف، الكل يبحث عن مصلحته فقط، بصرف النظر عن كونها حقاً له أم لا.
لذا أنصحك بعدم مزاحمتهم في هذه الشقة، وتركها لهم حتى لا تكون سبباً في قطع رحمك مع أختك، واصبر أنت واعلم أن الله مع الصابرين، وأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وأن الله سيخلف عليك بخير كثير، بشرط أن تتركها لهم ابتغاء مرضاته، وحرصاً على ألا تكون سبباً في قطع صلة الرحم، واعلم أن الله سيصلك بوصله وعطائه ما دمت قد وصلت الرحم من أجله، فاصبر على الشقة التي أنت بها الآن، وتحمل هذه المضايقات.
اعلم أن الفرج قريب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً)، فلا تبع رحمك من أجل شقة قد لا تهنأ بها ما دامت أختك لها رغبة في الإقامة بها، وسترى خيراً قريباً إن شاء الله، مع تمنياتي لك بالتوفيق.