قياس ضغط الدم وعلاقة ارتفاعه بالتوتر والخوف
2011-06-21 09:32:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي استفسار عن موضوع ضغط الدم وقياسه، فالذي أعرفه أنه لإثبات ارتفاع ضغط الدم يجب قياس الضغط ثلاث مرات في أوقات مختلفة، ويكون المريض مرتاحاً، وإذا أظهرت هذه القياسات الثلاث أن الضغط مرتفع يحدد مستوى الارتفاع، وعلى ذلك يعطى العلاج.
عرفت للمرة الأولى أن ضغطي مرتفع قبل حوالي سنتين، عندما أصابني خفقان القلب، والذي اتضح أنه بدون سبب عضوي, فأنا عرفت بعدها أنه نابع من القلق النفسي، لأنني أعاني من وساوس وأفكار، وخوف من أمراض القلب خاصة، وحساسية شخصية وسرعة التأثر بالمؤثرات الخارجية، بالإضافة إلى توهم المرض، وإلى آخره من هذه الأمور, المهم أنني عندما كنت عند أخصائي القلب وبعد الفحوصات قال لي كل شيء سليم، لكن لديك ارتفاع في ضغط الدم، ونصحني بعمل قياسات لمدة شهر مرة في الصباح ومرة في المساء، لكن لم أعملها، وعندما راجعته بعد شهر لم يقل شيئاً.
بعدها وبعد القراءة عن مرض ضغط الدم بدأ الخوف منه، وذهبت بعدها مرتين لأقيس ضغطي بالمستوصف، والنتيجة أنه مرتفع (علماً أنني أكون خائفاً وقت القياس ولست مرتاحاً وهادئ البال) في المرة الثالثة ذهبت للمستشفى لإصابتي بنزلة معوية، وقاس الطبيب ضغط دمي وقال إنه طبيعي، ووقتها لم يكن في بالي موضوع ضغط الدم، وفي الرابعة أيضاً كنت مصاباً بنزلة معوية، وكان لدي نقص في السوائل، وبعد إعطائي المغذي تم قياس ضغطي وأنا في وضع الراقد، وكان قياسه طبيعياً وأنا واقف، وفي المرة الأخيرة ذهبت لقياسه بالمستوصف وعندما جلست بدأت أتوتر، ومن شدة التوتر والخوف بدأت أحس بنبض قلبي من شدته دون وضع يدي، وعند انتهاء القياس كانت النتيجة أنه مرتفع بالطبع، وأذكر أنه كان (180/90) وقالت لي الممرضة إن الرقم الأعلى مرتفع، بينما الأسفل طبيعي.
لاحظت من هذه القياسات أنني عندما أذهب للمستشفى لقياس الضغط يظهر مرتفعاً، وعندما أذهب لأمر آخر ولا يكون تركيزي على ضغط الدم يكون طبيعياً, ماعدا أول مرة عندما أصبت بالخفقان, وأنا حالياً أخطط لعمل برنامج رياضي لمدة أسبوع، وسأحاول التدرب على عدم القلق وقت القياس ثم سأذهب لأقيس ضغط دمي.
ما رأيكم بموضوع قياسات ضغطي خلال هذه الفترة السنتين والنصف تقريباً؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن ما تعاني منه هو ارتفاع الضغط المعاطف البيضاء (White collars hypertension) والمقصود به أن المرضى يرتفع ضغطهم عند الدخول على الطبيب، وكثير من الناس عندهم هذا الارتفاع عندما يدخلون إلى العيادة أو إلى المستشفى، مما يسبب ارتفاعاً في الضغط، بينما يكون في البيت طبيعياً، ولذا يسمى هذا الضغط بارتفاع الضغط المعاطف البيضاء، وذلك بسبب التوتر الذي يصيب بعض الناس نتيجة دخولهم على الأطباء وخوفهم من أن يقول لهم الطبيب شيئاً يعكر صفوهم، أو يكونوا مثلك كما تقول عن نفسك: (عرفت بعدها أنه نابع من القلق النفسي، لأنني أعاني من وساوس وأفكار، وخوف من أمراض القلب خاصة، وحساسية شخصية وسرعة التأثر بالمؤثرات الخارجية، بالإضافة إلى توهم المرض، وإلى آخره من هذه الأمور) وهذا بحد ذاته مرض.
أعتقد أن هذه الأوهام تكون أحياناً بسبب ضعف في الإيمان، لأن الإنسان المسلم يؤمن تماماً أن ما أصابه ما كان ليخطئه، وما أخطأه ما كان ليصيبه، وإن آجالنا قد سطرها الله تعالى قبل مولدنا، وأنه قد رفعت الأقلام وجفت الصحف، وأن كل ما ابتلينا به من أمراض فإن الله وضعها ليبتلينا وليرفع درجاتنا عنده كلما شكرناه في السراء والضراء.
والوهم والخوف والقلق تجعل الإنسان يشعر بأعراض أمراض غير موجودة عنده، ويحصل هناك انعكاس للأمر النفسي على الجسم، وبالتالي يتعب الجسد مع الأوهام، وكلما قرأ عن مرض أو رأى مريضاً بدأ يتوهم أن كل عرض عنده يشير إلى هذا المرض أو ذاك، وأنت - ولله الحمد - أخبرك الطبيب أن قلبك سليم، وللاطمئنان على ضغطك أوصاك أن تقيس الضغط في البيت وأنت مرتاح، بعيداً عن القلق أو الخوف من دخولك للعيادات، إلا أنك لم تقس الضغط، وفي المرات التي لا تفكر فيها في هذه الأمور كان ضغطك جيداً، فعلى ماذا يدل كل هذا؟ وأنا أترك الإجابة لك لكي تجيب عليها.
أرى أن تقوم بالبرنامج الرياضي الذي أردت أن تبدأ به، وأن تقوم بالتالي:
1- الإقلال من الملح في الطعام.
2- تنقيص الوزن.
3- المشي.
4- الابتعاد قدر الإمكان عن التوتر.
5- متابعة الضغط في البيت، وفي الوقت الحاضر لا حاجة للعلاج.
والله الموفق.