السؤال
أعاني من مشكلة أنني شخص منبوذ في هذه الحياة، ومهما عملت لأثبت أنني قادر وأنني موجود، يكون دون جدوى، بل وفي النهاية عملي وإثباتاتي كسراب يحسبه الظمآن ماء، وفي أكثر الأحيان لا أجد من يصغي إلي حتى من أقرب الناس.
أعاني من مشكلة أنني شخص منبوذ في هذه الحياة، ومهما عملت لأثبت أنني قادر وأنني موجود، يكون دون جدوى، بل وفي النهاية عملي وإثباتاتي كسراب يحسبه الظمآن ماء، وفي أكثر الأحيان لا أجد من يصغي إلي حتى من أقرب الناس.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جواد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك لن تكون منبوذاً إذا أطعت ربنا المعبود واحترمت الناس وراعيت الآداب والعهود، فاطلب رضوان الله، واعلم أن قلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف شاء.
ومرحباً بك في موقعك بين الإخوان والآباء، ونسأل الله أن يجلب لك الخير وأن يجنبك السوء والفحشاء، وأرجو أن تعلم أن كره الناس لك وانكماشهم عنك لن يضرك إذا كان الله عنك راض، بل إننا نبشر كل مطيع لله بأن الله سبحانه سيجعل قلوب العباد تقبل عليه إذا حرص على طاعة الله، وقد جاء هذا المعنى في الحديث وكيف أن جبريل يؤمر بأن ينادي فيقول: (إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يلقي الله له القبول في الأرض)، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)، [مريم:96] أي قبولاً ومحبة.
وكنت أتمنى أن أعرف نوع الكلام الذي عرضته فلم يقبلوه منك، وكذلك نوع أسلوبك في عرضه، وما هي المستويات العلمية للذين عرضت عليهم الكلام؟
ولكني مع ذلك أقول: إن الناس كانوا يرفضون الكلام حتى من رسل الله -عليهم الصلاة والسلام-، وما كان ذلك إلا نقصاً في الناس (والناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها إلا راحلة).
فاستعن بالله وحاول أن تراجع كلامك قبل النطق به واعط الأمور حجمها الصحيح واشغل نفسك بما يرضي الله ومرحباً بك في موقعك مجدداً ونسأل الله لك التوفيق وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه فإن التوفيق بيده.
ونسأله أن يوفقك للخير.