السؤال
أريد الزواج من فتاة أختها سيئة السمعة فما رأيك؟
أريد الزواج من فتاة أختها سيئة السمعة فما رأيك؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يرزقك الهدى، والتقى والعفاف والغنى، وأن يكرمك بزوجة صالحة طيبة.
بخصوص ما ورد برسالتك، فإن مسألة الزواج مسألة متشعبة الأطراف، لا تخص شخصاً واحداً، وإنما هي اللبنة الأولى في تكوين المجتمعات والأسر؛ ولذلك فلا بد في الاختيار من مراعاة حقوق هؤلاء جميعاً، نعم قد تعجب المرأة بالرجل وتكون مناسبة له، ولكنها لا تصلح أن تكون أمّاً مثلاً، فقد حدث أن رجلاً طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن له أن يتزوج من امرأة جميلة إلا أنها لا تنجب فلم يأذن له في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعاد عليه الأمر ثلاثاً حتى قال له: (تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة).
الشاهد في هذا الحديث أن المرأة كانت مناسبة لهذا الصحابي كامرأة، إلا أنها لا تنجب فلم يأذن له الرسول صلى الله عليه وسلم في زواجها، وهناك صور كثيرة من هذا النوع في السنّة؛ لذا لا بد من مراعاة حقوق جميع الأطراف، فإذا كان من حق الشاب أن يتخير امرأة جميلة أو امرأة يحبها فإن من حق أولاده عليه أن تكون من أصل طيب وذات سمعة طيبة لأنهم يتأثرون بذلك مستقبلاً فقد يعير الأولاد بأصل أمهم وسوء سلوك أهلها، وكذلك كان الآباء يفخرون على أولادهم بأنهم تخيروا لهم ذات الأعراق النقية الأصلية العريقة.
قد حث الإسلام بضرورة التميز في النسب؛ لأن العرق دساس، وحثنا على اجتناب المرأة الحسناء في المنبت السوء، فما دامت هذه الأخت تحوم حول أهلها سمعة سيئة فأرى أن تصرف النظر عنها، وأن تبحث عن غيرها من ذوي الأصول الطيبة والسمعة الحسنة المرضية شريطة أن تكون ذات دين لأنها الأقدر والأصلح لمواصلة مشوار الحياة الطويل الشأن والأفضل للنسل والذرية؛ حيث سينشأ الأولاد على أخلاقها ودينها..
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.