السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل توجد أية خطورة في استعمال بدائل السكر للمرضى الذين يحقنون الأنسولين؟
وجزاكم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل توجد أية خطورة في استعمال بدائل السكر للمرضى الذين يحقنون الأنسولين؟
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن بدائل السكر كما تعلم هي مركبات تعطي طعم الحلاوة الموجود في السكر، وفي نفس الوقت لا تحتوي السعرات الحرارية الموجودة في سكر المائدة (السكروز).
وعلينا أن نتناول السكريات الطبيعية مثل السكروز (سكر المائدة) وغيرها من السكريات الطبيعية الأخرى التي تعطي طاقةً للجسم (السعرات الحرارية) إلا أن كثيراً من الناس في هذا العصر أصبحوا يشتكون من أمراض السمنة وتوابعها، ويعد أحد مسبباتها تناول السكريات الطبيعية، فضلاً عن أنها تسبب أيضاً تلف الأسنان.
ومن هنا أصبح لزاماً على هؤلاء الناس استعمال بدائل السكريات التي وفرت للمستهلكين التمتع بمذاق السكر، مع إعطاء سعرات حرارية أقل بكثير مما تعطيه السكريات الطبيعية، ومن هذه البدائل:
1- السكرين (Saccharin): ويعتبر السكرين مادة عضوية ذات طعم أحلى (200 - 700) مرة من السكر العادي (السكروز)، ويستخدمه بعض الأشخاص مثل مرضى السكر والبدناء، وتتميز مادة السكرين بأنها مادة بلورية بيضاء تستخدم عادة كسكر المائدة للتحلية، وقد تعطي الطعم المعدني المر عند استعماله بكميات كبيرة.
والسكرين عديم السعرات الحرارية، ولذا فهو مفيد لمرضى السكر، كما يستخدم في تخفيض الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة.
وأغلب الشكوك تتركز حول وجود علاقة بين تناول السكرين لفترات طويلة وبكميات عالية وسرطان المثانة عند الفئران، وقد ثبت من التجارب أن استخدام السكرين بكميات كبيرة تتراوح بين (5 - 7.5%) أدى إلى زيادة الإصابة بسرطان المثانة لدى الفئران، كما وجد أن الاختبارات التي قلت فيها كميات السكرين لم تظهر أي إصابات غير عادية من سرطان المثانة.
ونلاحظ هنا أن ما يتناوله الإنسان من السكرين أقل بكثير مما يعطى لحيوانات التجارب.
وقد أثبتت أكثر من (20) دراسة أنه لا توجد علاقة بين استخدام السكرين وإصابة الإنسان بالسرطان؛ لأن آلية حدوث السرطان في الفئران مختلفة عن الإنسان، كما يفضل عدم أخذه بكميات كبيرة.
2- الاسبارتيم (Aspartame): ويسوق هذا المنتج تحت الاسم التجاري نيتيرسويت (Nutrasweet)، وهناك منتج آخر يطلق عليه (Spoonful) عبارة عن اسبارتيم مع مركب كربوهيدرات يسمى المالتو دكسترين.
ومركب الاسبارتيم يختلف عن بدائل السكر الأخرى، فهو يصنف على أنه بروتين وليس كربوهيدرات، وبعد دراسة الاسبارتيم تبيَّن سلامته، فهو عبارة عن مادة بروتينية يستفيد منها الجسم، وبالتالي فهو مأمون صحياً إلا للأشخاص الذين لديهم مرض (فينل كيتونيوريا) (Phenyl ketonuria pku)، وهو مرض وراثي يصيب الأطفال.
3- أسيسولفام - ك (Acesulfame-k): وهو عبارة عن أحد مشتقات حمض الاسيتواكستيك، ويسوق تحت الاسم التجاري سينيت (Sunette)، وهو أحلى من سكر المائدة بـ 200 مرة.
ويمتاز مركب الأسيسولفام بالثباتية عند التسخين، ولذا فهو يستخدم في منتجات المخابز.
وتم ترخيص استخدامه في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1988م كسكر مائدة، وفي اللبان وفي خلطة المشروبات الجافة، ويعطي الطعم المعدني المر خصوصاً عند التراكيز المرتفعة.
ويمكننا القول بشكل عام أن تناول هذه البدائل المصرح بها وفي التراكيز العادية المسموح بها لا يشكل ضرراً بالصحة، ولذلك فإن الأشخاص الذين يرغبون في استخدام هذه المواد يجب عليهم تناولها في الحدود المسموح بها مع اتباع نظامٍ جيدٍ للتغذية.
وهناك بعض المركبات الجديدة البديلة للسكر مستخرجٌ بعضها من النباتات مثل مادة ثيوماتين (Thaumatin) التي هي عبارة عن مركب بروتين مستخرج من بعض الفواكه، ويباع تجارياً تحت اسم تالين (Talin)، وتصل حلاوته إلى حوالي 2000 مرة مقارنة بالسكر العادي.
ومنها المونولين (Monellin)، وحلاوته تقدر بـ 3000 ضعف حلاوة السكر العادي.
وإجمالاً فلابد من التأكيد أن كثيراً من هذه المركبات آمنة صحياً، مع النصيحة للمستهلك بالابتعاد عن كل ما أظهرت الدراسات شكوكاً حوله واللجوء لبديل آخر.
وبالله التوفيق.