السؤال
سيدي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنا امرأة عربية مسلمة، أؤمن بالله سبحانه وتعالى وبالقضاء والقدر، مطلقة ولي ولد، وأنا في مقتبل العمر ومن بلد إسلامي يعمل بالشريعة الإسلامية، أعيش حالياً مع ابني الوحيد الذي يبلغ من العمر أربعاً وعشرين سنة في بلد عربي غير بلدي الأساسي؛ حيث يتابع دراسته الجامعية.
مشكلتي تتلخص بأنني مطلقة منذ ما يقارب العشر سنوات، ولكن بدون إثبات للطلاق لدى الدوائر الشرعية المختصة، ومطلقي يرفض الاستجابة لطلبي وعمل ما يلزم؛ خوفاً من أن أتزوج برجل آخر! وهو يريد أن يبقيني كالوقف بدون حل وبدون زواج؛ انتقاماً مني لأني أنا التي طلبت الطلاق ولإرغامي على البقاء مع ابني؛ لأنه متزوج من امرأة أخرى وله منها أولاد ولا يريد ولدي مع أولاده.
لقد حاولت كثيراً وما زلت أحاول أن أحصل على وثيقة الطلاق، ولكنه مصر على رأيه وماض بتعنته، وقد حاولت مع إخوتي - وهم ليسوا قليلي العدد - لينصفوني منه، ولكن بدون أدنى فائدة؛ لأنهم يريدوني أن أظل بعيدة عنهم، خاصة أن والدي - رحمه الله - متوفى منذ سنوات، وأمي كلما فاتحتها بالموضوع يصيبها الإعياء والمرض ولا تستقر حالتها إلا عندما أعود عن كلامي، وإخوتي كل واحد منهم مشغول بنفسه ولا أحد يكترث لأمري، وولدي هو الآخر لا يهمه أمري؛ لأنه متعلق بوالده والمهم عنده أن يصل إلى مبتغاه.
إن عاداتي وتقاليدي تمنعني من اللجوء إلى المحاكم، وأنا أريد حقي الشرعي بالحسنى، والأيام تمضي والسنون كذلك وأنا على هذه الحال، مع العلم بأني لست مسؤولة عنه بشيء، وهو لا يقدم لي شيئاً إلا ما يقدمه لولده، وكلما احتجت لشيء أطلبه من أهلي وهم يتجاوبون معي على قدر المستطاع، ولكن بدون حل.
أفيدوني بالحل، كيف أتصرف إن كان لديكم حل؟ وما هو حكم هذا الرجل أمام الله والشرع، خاصة وأن الموضوع بات كالهجر وهذا محرم في الإسلام؟ وما هي حدود مسؤوليتي تجاه رب العالمين في التغاضي والسكوت، مع العلم أنه من غير الممكن أن أعود إليه؟
جزاكم الله خيراً، وشكراً لكم.