الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما بدأت بالتفكير في أمر تأتيني الوساوس.. أريد حلًا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا من أشد المعجبين بهذا الموقع الرائع، ومشكلتي منذ 6 سنوات هي الوسواس القهري، بدأ بخوف من الموت، وسب الذات الإلهية، حيث يتبدل، لكن منذ 3 سنوات أعاني من وسواس معين، وهو كلام يتكرر في نفسي، مثلًا: كلمات، وأسماء أشخاص، وصور من مواقع التواصل الاجتماعي، مع أسماء أصحابها، تبقى وتتكرر، وهذا يشتت تركيزي، ويسبب لي قلقًا نفسيًا، حتى لو تجاهلتها، وعندما أريد التفكير في أمر معين، تبدأ هذه الأشياء السخيفة في التسارع!

أرجوكم، أريد حلًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

لديك استشارات سابقة، ونسأل الله لك العافية، الآن أنت لديك أفكار وسواسية تتخللها أفكار أخرى متشابكة، ناتجة عن القلق من وجهة نظري، تشخيص حالتك نسميه "القلق الوسواسي"، القلق يعتبر الطاقة الرئيسية التي تمد الوسواس بالطاقة اللازمة لكي يستشري، ويستحوذ، ويهيمن، ويكون مطبقًا على الإنسان.

العلاج متوفر -إن شاء الله تعالى-، وحالتك هذه نسبة لوجود الوسواس، وتشابك الأفكار، تحتاج لعلاج دوائي، وأنا أُحبذ حقيقة أن تذهب لمقابلة الطبيب النفسي، بهدف أن يصف لك الدواء، وفي ذات الوقت تكون تحت المتابعة.

من أفضل الأدوية دواء يُسمى "سيرترالين"، هذا هو اسمه العلمي، ويُسمى تجاريًا "زولفت"، أو "لسترال"، وربما يكون له مسمى آخر في بلادكم، سوف تبدأ الجرعة تدريجيًا حتى تصل إلى 100 مجم يوميًا، ومن وجهة نظري هذه ستكون الجرعة العلاجية الصحيحة.

إذًا، العلاج الدوائي لا بد أن يبدأ أولًا ليخفف من القلق والتوتر، وهيمنة الوسواس وإطباقه، وبعد ذلك تنتقل إلى ما نسميه بالعلاجات السلوكية المعرفية، والتي تتمثل في رفض الفكر الوسواسي، وتحقيره، وتجاهله تمامًا، وعدم اللجوء لتحليله، وصرف الانتباه من خلال إدخال أفكار أخرى تكون أكثر إيجابية، وهذه الأفكار نعتبرها أفكارًا تعويضية.

كما أن ربط الوساوس بأشياء منفرة، أو غير مرغوبة للنفس يضعفها كثيرًا، على سبيل المثال عندما تكون جالسًا في الغرفة أمام الطاولة، تقوم باستدعاء إحدى الأفكار الوسواسية أو القلقية، وفي الوقت نفسه تقوم بالضرب بقوة وشدة على الطاولة، سوف يقع الألم، وإحساسك بالألم حين تربطه بالفكرة الوسواسية مع التكرار (مثلًا 20 مرة متتالية) سيضعف الوسواس؛ لأن الأشياء المنفرة تضعفه، وهذا أمر منطقي، وأنا أؤكد أنك حين تقابل الطبيب فسوف يشرح لك هذه الخطوات العلاجية.

هناك أيضًا علاج عام، وهو كيفية التخلص من القلق، أو توظيفه في المسارات الصحيحة، القلق هو طاقة للإنتاج، وطاقة للنجاح، وطاقة محفزة إذا كان قلقًا معقولًا، أو استطاع الإنسان أن يوجهه التوجيه صحيح، فممارسة الرياضة تجعل القلق يسير في مساراته الصحيحة، وتطبيق تمارين الاسترخاء (2136015) يعطي النفس شيئًا من الهدوء الداخلي، ويقلل القلق كثيرًا.

أخيرًا، من المهم حسن إدارة الوقت وأن يضع الإنسان برامج وأهدافاً، ويضع الآليات التي توصله إلى أهدافه، قطعًا هذا فيه استهلاك إيجابي للطاقة النفسية، وهكذا.

فأرجو من الله تعالى لك العافية والشفاء، و-إن شاء الله- هذه الحالة حالة بسيطة، وسوف تُعالج، وعليك باتباع ما ذكرته لك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً