الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جاري اعتدى على أموري الخاصة بالمنزل، فلمن أشتكيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يوجد كسر في زجاج نافذة الحمام الخاص بالمنزل، حيث صعد إليه شخص من الجيران، ونظر من خلاله لأختي ورأى عورتها! وعرفت الشخص الذي تسلل لرؤية أختي، فماذا أفعل؟ علمًا أن أهل الشاب ليس لديهم أي خلق، ولا يمكنني الذهاب وإخبارهم بما فعله ولدهم لنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أخانا الحبيب- في استشارات إسلام ويب..

نسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوالكم وأحوال المسلمين، وأن يهدي ضال المسلمين ويرده إلى الحق ردًا جميلًا.

لا شك أن هذا الاعتداء من الجار ذنب، وجريمة في حق الجار، وهو أولى الناس بأن يحفظ حرمة جاره، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"، والرسول يقول أيضًا: "ما زال جبريل يوصيني بالجار"، وقال: "لا يؤمن، قالوا: من يا رسول الله، قال: من لا يأمن جاره بوائقه".

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدًا، والله تعالى وصى بالجار في كتابه العزيز، قال سبحانه وتعالى: {وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡـٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ}، فما فعله هذا الجار إساءة، وذنب، واعتداء، وجريمة في حق الجار، ولكن أخذ الحق في هذه الحالة لا بد فيه من الرجوع إلى الجهات المعنية التي تحكم بين الناس؛ سدًا لحدوث الشقاق والنزاع بين المسلمين، بما ينتهي إلى مفاسد وشر أعظم من مفسدة هذا الشر الذي وقع، فنحن نرى أن تستشير العقلاء من أهلك، والعقلاء من جيرانك أهل الحي، وأن تتوجه بالشكوى لمن يأخذ الحق من هذا المعتدي، ويعزره بقدر جريمته، بأي نوع من أنواع التعزير والتأديب.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفينا وإياكم الشرور كلها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً