الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في الزواج بفتاة كانت على علاقة سابقة، فما نصيحتكم؟

السؤال

أنا شاب بعمر ٢٨ سنة، وجدت فتاة تقبلت وضعي المادي المحدود، وأحببتها، وهي فتاة ذات مال وجاه، واكتشفت أنها كانت ترسل صوراً غير لائقة لحبيبها السابق، عندما كانت بعمر ١٦سنة، وهي الآن بعمر عشرين، وقد تابت وعلمت بغلطتها، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nomus حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك مع الموقع، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير وييسر لك أسباب العفة، ويرزقك الزوجة الصالحة، ولمسنا من سؤالك -أيها الحبيب- حرصك على أن تكون الفتاة التي تريد أن تقترن بها وتتزوجها صالحة، بعيدة عن الفواحش والمنكرات، وهذا الحرص باب خير، سيجرك -بعون الله تعالى- إلى اتخاذ قرارات صائبة في حياتك الزوجية.

إن الزوجة ينبغي أن تُختار وفق المعايير الصحيحة السليمة التي تحقق حياة زوجية سعيدة آمنة، وتحقق الأهداف والمصالح والمقاصد المرجوة من وراء الزواج، ومن أهم ذلك: تكوين الأسرة المستقرة المستقيمة، وتنشئة الأبناء والبنات تنشئة صحيحة، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق، فأهم مقاصد الزواج تحصيل الذرية الصالحة، فحرصك على أن تكون الفتاة التي تريد أن تقترن بها متدينة صالحة هذا حرص جميل، وهو باب خير -إن شاء الله- فتحه الله تعالى عليك.

أما بخصوص هذه الفتاة وهل هي مناسبة لك من هذه الحيثية ومن هذا الجانب أو لا؟ فهذا أمر ينبغي أن تدرس فيه الواقع دراسة متأنية بغير استعجال، فإذا كانت هذه الفتاة قد ظهرت عليها أمارات التوبة الصادقة، والندم على فعلها السابق، وأصلحت من حالها، فهذه توبة يمحو الله تعالى بها غلطتها، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

أما إذا كانت مستمرة على إقامة علاقات أو كانت هذه التوبة لا يظهر منها آثار صالحة تدل على أنها قد تابت بالفعل، فنصيحتنا لك أن تعرض عنها وأن لا تتعلق بها، وأن لا تدع قلبك يتعلق بها يومًا بعد يوم، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى باختيار ذات الدين، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

أقل مستويات التدين التي ينبغي أن يحرص عليها أن تكون الفتاة قائمة بفرائض الله تعالى مجتنبة للمحرمات، فإذا كانت المرأة سافرة أو لا تبالي بإقامة علاقات مع رجال أجانب، فضلًا عن كونها ترسل صوراً فاضحة أو نحو ذلك؛ فهذه لا ينبغي أن تكون محل ثقة وأمانة وائتمان يسلم الإنسان بيته وعرضه إليها.

لهذا ننصحك بأن تكف عن أي علاقة مع هذه الفتاة، وأن تمتنع عن التفكير بالاقتران بها، إذا كانت على حالها السابق ولم تظهر منها علامات صادقة تدل على توبتها، وإنما نصحناك بهذا لأن غيرها كثير، والصالحات كثيرات، أما إذا كانت قد أظهرت التوبة وظهرت عليها علامات الصدق، فإنها كغيرها من المسلمين الذين يقعون في الذنوب والمعاصي ثم يتوبون ثم تصلح أحوالهم.

على كل تقدير على هذا وذاك سواء كانت قد تابت توبة صادقة أو لم تتب؛ فإن الزواج بها صحيح من الناحية الشرعية، ولكن يبقى فقط الكلام في حسن الاختيار، وهل هي الخيار الأفضل والأمثل أو لا؟ وهذا ينبغي أن تدرسه وفق هذه المعايير التي شرحناها لك، وأن تكثر من استخارة الله -سبحانه وتعالى- واستشارة العقلاء من حولك ممن يعرفون واقعك، وبذلك ستصل -بإذن الله- إلى اتخاذ القرار المصيب.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً