السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 25 عامًا، قارئة نهمة للعلم والمعرفة، محبة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، أحفظ القرآن، ومجتهدة، وأسعى كثيرًا لمواكبة عصري، وتنمية المهارات التي تزيد من فرصي العملية.
أعاني من حزن شديد، وتعب نفسيّ بسبب التخبط في مسارات الحياة، كنت إنسانةً شغوفةً متفائلة أصبحت إنسانة بلا روح، حاولت إكمال دراستي في الماجستير، فلم يستقم الأمر لي، وحاولت إيجاد وظيفة أفرغ طاقتي فيها فلم أجد، وإن وجدت فإنها تكون بعيدةً عن منطقتي، أو غير مناسبة، لدي حس مسؤولية عال، وأحمل هم الجميع، بما فيهم المحزونين، والمتألمين، أتمنى أن يعيش الناس كلهم بسلام وأمان، وهذا أحد الأسباب التي تقض مضجعي.
منذ الطفولة وأنا أعاني من المدرسة، والتي كانت معلماتها يرهبن الطالبات بالصياح أو الضرب، ومن الأهل وخاصةً أمي؛ فقد سببوا لي رهابًا اجتماعيًا، وفقدانًا للثقة؛ لدرجة أني لا أستطيع اتخاذ قرار جديّ، كما أشعر بالتيه كثيرًا، وعلاقتي بوالديّ مُزعزعة، وبمن حولي من الأقارب؛ لأنهم يتدخلون في الخصوصيات.
لا أحاول هنا أن أجعل نفسي ضحيةً، لكني أؤمن بأني أتيت إلى هذه الدنيا دون تخطيط مسبق، خاصةً وأنني أعيش في بلد عربي يعاني من الفقر، والبطالة، والتخلف، والجهل، والفساد، وإن كان أهله ملتزمون بالصلاة!
أحيانًا أظن أن المعرفة زادت من حزني، رغم أنها منحتني القوة والشفاء لعلل نفسية وفكرية، لكن زادت من حسي بالمسؤولية؛ لدرجة أني لا أريد أن أرحل من هذه الدنيا دون أن أترك أثرًا بسيطًا ورائي.
أقرأ قصص الأنبياء، والمناضلين، والمفكرين، والمخترعين " نساءً ورجالًا "، فأزداد ولعًا وتمسكًا بالهدف الذي لا أعرف من أين سيبدأ! أشعر بأن الله إذا أحب عبدًا سخره ومرر على يديه شيئًا، أو رسالةً، أو عملًا يبقى من بعده، كهؤلاء الذين ذكرتهم. دائمًا أدعو الله أن يحبني ويذكرني كما أحبه وأذكره، أن يستخدمني، ويصطفيني كما اصطفى من عباده جزءًا. أقوم الليل منذ وقت طويل، ليس لاستجابة الدعاء فقط، بل لأني أحبه.
قمت بعمل مدونة قبل فترة؛ لأني أحب الكتابة الأدبية والشعرية، فأراني أكتب عن الحزن والكبد، وأحب المهتمين بالأدب، والفكر، والدين، والفلسفة، لكن لا أجد من أشاركه ذلك حولي، سوى أختي، لا يوجد لدينا مؤتمرات، ولا أنشطة حوارية للشباب، ولا حتى مكتبات عامة في بلدي نفرغ طاقاتنا بها.
كما أنني أبحث عن منح دراسية في بلدان أخرى؛ لعل الله أن يشق ليَ الطريق كما شق البحر لموسى.
أريد منكم كلامًا لطيفًا يخفف عليّ آلامي، وشكرًا.