الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الطريقة المثلى لتربية طفلي على طاعته لوالديه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني عمره 3 سنوات، ولا أعرف ما هي الطريقة الصحيحة في تربيته! فأنا ووالده نختلف على ذلك كثيراً، ما أريده أن أجعله يطيعنا في ما نطلبه منه، لكن أباه يريد فقط أن يرتاح من الإزعاج، فغالباً يوافق على طلباته، ويجعله يفعل ما يريد حتى لا يبكي ويبدأ بالصراخ، كيف أتعامل معه؟ وهل على الأهل تعليم الطفل طاعة الوالدين في هذا العمر؟

على سبيل المثال: تناول الطعام الصحي، عدم التكلم بكلمات سيئة، عدم الصراخ ورمي الأشياء.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن المهم جدًا في هذه المرحلة العمرية لابنكم أن يتعلم الطاعة والانضباط بطريقة متوازنة ومحببة؛ لأنه في سن الثلاث سنوات يبدأ الأطفال بفهم القواعد وتطوير قدراتهم على الاتباع والتقليد.

1. التوازن في التربية: من المهم أن يكون هناك توافق بين الوالدين في طريقة التربية؛ حيث يجب على الوالدين العمل سويًا لتحديد القواعد والمبادئ التي يريدان تعزيزها، وكيفية تطبيقها.

2. تعليم الطاعة: تعليم الطفل الطاعة يمكن أن يبدأ من هذا العمر، لكن يجب أن يتم بطريقة إيجابية، من خلال تشجيع السلوك الجيد وتوجيهه بلطف عند الخطأ، يجب تجنب الصراخ والعقاب القاسي؛ لأنه يمكن أن يسبب مشاعر سلبية لدى الطفل.

3. تعزيز السلوكيات الإيجابية: يمكن تشجيع الطفل على اتباع التعليمات والسلوكيات الإيجابية من خلال الثناء والمكافآت الصغيرة عندما يتبع القواعد أو يظهر سلوكًا جيدًا.

4. تقديم القدوة الحسنة: الأطفال يقلدون الكبار؛ لذلك يجب أن تكونوا قدوة جيدة في السلوك والتحلي بالصبر والاحترام.

5. تعزيز التواصل: تحدثوا مع طفلكم واستمعوا إليه لفهم احتياجاته ومشاعره، تواصلوا معه بطريقة واضحة ومباشرة، وبلغة يمكنه فهمها.

من المهم تعليم الطفل بعض القيم مثل: احترام الوالدين، والأدب في الكلام، والتصرفات، كما ترشد إلى ذلك الآيات القرآنية والأحاديث التي تحث على حسن الخلق والطاعة، على سبيل المثال قوله تعالى في القرآن: "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (الإسراء: 23)، يمكن أن يكون أساساً لتعليم الطفل احترام وطاعة الوالدين، لكن بالطبع الطفل في هذه السن لا يفهم الآيات أو الأحاديث، وإنما يمكن أن تشرحوا له تدريجيا آلية العلاقة بين الطفل ووالديه، وأن هناك شيئاً اسمه (سمع وطاعة).. وهذا الشرح يناسب المرحلة (7) سنوات فصاعداً.

وإليك تفصيلا لهذه المراحل من باب الفائدة:
الأطفال يبدؤون بفهم المفاهيم التجريدية في مراحل مختلفة من النمو، ويتطور هذا الفهم تدريجيًا مع العمر.

فيما يلي مراحل تطور الإدراك التجريدي لدى الأطفال:
1. من سن 2 إلى 7 سنوات (مرحلة ما قبل العمليات العقلية): في هذه المرحلة، يركز الأطفال بشكل أكبر على العالم الملموس، ويجدون صعوبة في فهم المفاهيم التجريدية، ومع ذلك، يبدأ الأطفال في استخدام الرموز واللعب الخيالي؛ مما يعد خطوة نحو التفكير التجريدي.

2. من 7 إلى 11 سنة (مرحلة العمليات الملموسة): في هذا العمر يصبح الأطفال أكثر قدرة على التفكير المنطقي في سياقات ملموسة، يمكنهم القيام بعمليات فكرية أكثر تعقيدًا، ولكن عادةً ما يكون ذلك مقتصرًا على المواقف الواقعية والملموسة.

3. من 12 سنة فما فوق (مرحلة العمليات الصورية): في سن المراهقة، يبدأ الأطفال في فهم المفاهيم التجريدية بشكل أكثر فعالية، يصبحون قادرين على التفكير المجرد والنظري، مثل التفكير في المفاهيم الأخلاقية، المنطق الرياضي، والفلسفة.

من المهم ملاحظة أن هذه المراحل تعطي إطارًا عامًا، وقد يتطور كل طفل بوتيرة مختلفة، يمكن تشجيع الأطفال على تطوير التفكير التجريدي من خلال أنشطة تحفز الخيال، والتفكير النقدي، والتفاعل الاجتماعي، وحل المشكلات.

وفي النهاية، المهم هو الاستمرار في الحوار والتفاهم بينك وبين زوجك حول أفضل الطرق لتربية ابنكما، مع الصبر والمثابرة والدعاء لله تعالى أن يوفقكما في تربية ابنكما التربية الصالحة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً