السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا أسكن في بيت والد زوجي (حماي)، والبيت مقسوم إلى نصفين، وبيتي مستقل المدخل، وحماتي تتدخل في كل شيء، وتحاول السيطرة على حياتي قبل إنجابي للأطفال، وتتدخل في بيتي وطبخي، وصارت تتدخل في تربية أطفالي، وتأخذهم عندها لوقت طويل، وأحيانًا يظلون عندها يوميًا، ويجب أن يكونوا معها طوال اليوم إلى وقت محدد، من العصر إلى الساعة العاشرة ليلاً.
كنت أرفض ذلك، وزوجي لا يقف معي في هذا الموضوع، والكل ضدّي، مع أن من حقي أن أقضي الوقت مع أطفالي مثل ما أريد، وأربيهم كيف ما أريد، وأنا لا أرفض أن يذهبوا إلى جدتهم نهائيًا، لكني أرفض أن يذهبوا من العصر إلى الساعة العاشرة ليلًا، وأحيانًا من الظهر، خاصة عندما تكون بناتها موجودات.
كنت أعتذر لهم دائمًا بأن الولد نائم، أو أنه يأكل، لم أستسلم للموضوع، إلَّا أني غير قادرة على السيطرة على هذا الوضع؛ وتصير بعدها مشاكل، وغير ذلك سمعت أنها تقول إنها هي التي ربّت أولادي، وأمام الناس تحكي بأن أولادي يقضون الوقت عندها، وتحكي لزوجي أنها هي التي تطعمهم، وتُغيّر لهم ملابسهم، حتى كانت تمنعني من أن أطعمهم، وأنا أريد أن أطعمهم بنفسي، وأن أقوم بعمل الاستحمام لهم، وأن أغيّر لهم، وهكذا كبر أطفالي وصارت بنتي عمرها ثلاث سنوات، وابني عمره سنة وتسعة أشهر، وأحاول وأجاهد في هذا الموضوع وحدي، كل يوم يطلبون أبنائي، وأنا في الآخر أذهب بهم إليهم، وأحاول أن أكون معهم إذا كنت غير مشغولة، وأحيانًا أتركهم عندي حتى يجيء أبوهم من الشغل ويذهب بهم إلى أُمِّه.
زوجي لم يكن مهتمًّا بهذا الموضوع مهما اشتكيت له، على العكس إذا لم أذهب بأولادي إلى جدتهم ينكد عليّ ويتضايق مني ويلومني.
الموضوع ضغط عليّ كثيرًا، وفي يوم صارت مشكلة بيني وبين زوجي على موضوع آخر، لكني كنت مثل المجنونة لا أعرف ماذا حصل لي! وصرت أصرخ وأحكي: "أمك هي سبب المشاكل"، وسمعتني أمه، فطردني عند أهلي لمدة 12 يومًا، وبعدها انتبهت لحالي أكثر، وبعدها بدأتُ أمنع أطفالي من الذهاب إلى جدتهم يوميًا إلَّا لوقت معين، يعني: -سبحان الله - كان ذلك خيرًا.
وأخيرًا: أقنعت زوجي بالموضوع، ولم يقتنع مائة بالمائة، لكنه تقبل الموضوع، وحماتي رفضت ولم يُعجبها هذا.
الآن -الحمد لله- عملت الذي أريده، والمشكلة أني دائمًا أفكر في ظلم السنوات الماضية، وألوم نفسي لماذا لم أنتبه منذ زمن، وأكون أقوى من هذا؟ كان هذا الموضوع مؤثرًا على حياتي سلبًا، وما كنت واعية، وأحسّ أن حالي غير طبيعي، وأني ظُلمت طوال هذه السنوات، وألوم حالي ليلاً ونهارًا، وأحسست أني ظلمت أطفالي، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أنا بدأت معهم من جديد، وبدأت مع ابنتي في حفظ قصار السور، وابني بدأت معه في قراءة بعض الآيات، لكن التفكير في الماضي أتعبني، ودائمًا أفكّر في مكر وخداع حماتي، فماذا عليّ أن أقوم به؟
شكرًا لكم.