السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة مقعداً.
أنا عبد الرؤوف، عمري 15 ربيعاً، وحالياً في أول عام لي في الثانوية، العام الماضي وخلال دراستي، درستني أستاذة لغة عربية، لم يكن بيننا شيء في البداية، يعني كتلميذ نجيب، كنت من النجباء -والحمد لله- وهي أستاذة ليس إلا.
مع مرور الوقت تحسنت علاقتنا، وتوطدت، ثم انتقلت إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فصرنا نتبادل المواضيع، سواء في جانب الدراسة أو غيره، وأحياناً تدخل في النشاطات اليومية، في إطار الاحترام والدين، ورقابة أمي.
أصبحت هذه المحادثات يومية، وأصبح لدي شغف وتطلع، ثم في إحدى المرات وفي نهاية العام المنصرم، أذكر أن والدتي قرأت رسالة كتبتها، للمعلمة ممازحاً، لا أذكر محتوى الرسالة إلا أنها لم تكن مخلة بالأدب والدين، فغضبت والدتي غضباً شديداً مني، وأعرضت عني وأنبتني، وظنت أني في علاقة غير شرعية مع أستاذتي، رغم أني كنت بعيداً كل البعد عن هذه الأمور.
تكلمَت مع الأستاذة وأنبتها واتهمتها أنها تحاول أن تضيعني.
بعد تلك الفترة أصبت بحالة اكتئاب، وحزن، وتأنيب ضمير، وسلبية كبيرة، خصوصاً أني اعتدت على الكتمان، واستمر الحال لمدة عام كامل، حتى رمضان، فرجعت إلى الله، وأدركت أن التعلق بالخالق خير وأحسن، بل لا يقارن بالتعلق مع الخلق، وتحسنت حالي، وارتسمت بسمتي على وجهي من جديد.
أخشى أن تتكرر هذه الظاهرة مجدداً مع أستاذة الرياضيات التي تدرسني العام هذا، فإني أرى -والله أعلم- أن التاريخ يعيد نفسه، ونفس ما حصل معي سابقاً أراه يتكرر.
علماً أني أحتاج التواصل معها لمواجهتي بعض الصعوبات، ورغبتي في تطوير نفسي في هذه المادة.
كما أنني بصدد اختيار الشعبة، فهناك شعبة تقربني من تحقيق هدفي، تقتضي تحويل الثانوية، والشعبة الأخرى توصلني لكن فيها مشقة وتعب وإعياء، إلا أنها لن تضطرني لتغيير الثانوية، ولهذا، أخاف أن يؤثر هذا الأمر على اختياري للشعبة.
فهل هذا تعلق؟ وما الحكم؟ وكيف يجب التعامل مع ذلك؟ وما هي الحلول المقترحة؟ فإني لا أريد العودة لما كنت عليه.
أحيطكم علماً بأني -والحمد لله- محافظ على صلاتي، وملتزم بورد، وأحفظ ما تيسر من القرآن، ليس من باب الرياء وإنما لتدقيق المعلومات قدر المستطاع، حتى تكون فتواكم بعون الله أدق ما يكون.
ننتظر منكم ما يثلج صدورنا، ويزيل حيرتنا.