السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه من نفع للأمة، وسددكم الله.
امتنّ الله علي بالتحاقي بكلية التربية قسم الكيمياء، ولكن مشكلتي: أنني أشعر بأمر يضايقني كثيراً؛ وهو أني وجدت في نفسي أن هوايتي ورغبتي ليست في هذا المجال، وهذا ما أدركته مؤخراً، وخاصةً أن قسم الكيمياء لم يكن لدي الشغف به منذ البداية أصلاً، وكنت أتعامل مع هذه المادة حينما كنت أدرسها في الثانوية على أنها مادةً مقررةً علي والمطلوب مني الاجتهاد فيها لأجتازها بدرجة جيدة، لم أكرهها كثيراً، ولم أحبها كثيراً، ولم أدرك رغبتي، ولم أبحث أو أسأل عن هذا القسم قبل أن ألتحق به، وإنما التحقت به بعد أن استخرت الله -عز وجل-، وبعد أن علمت بأنه من أفضل التخصصات في كلية التربية.
بعد التحاقي بهذا القسم أشعر أنني أُضيع عمري في شيء لن يُفيدني خاصةً أنني لا أريد أن أصبح مدرسةً في هذا التخصص من الأساس، ولكن أريد أن أدرس في علم يعينني في طلب العلم الشرعي، وأكتفي ببقائي في بيتي بعد الزواج، وأن يكون لي عمل دعوي، فأشعر بالحنين تجاه الكليات التي يكون تخصصاتها في اللغة العربية والعلوم الشرعية هذه رغبتي التي اكتشفتها مؤخراً، ويزداد الحنين كلما أردت أن أقنع نفسي بتخصصي وأقارنه بعلوم الدين التي لا ينافسها علم في الرفعة فأحزن، وهذا يجعلني لا أبذل قصارى جهدي في تخصصي ليس إهمالاً ولكن لأن شغفي ورغبتي ليست فيه، ويراودني الشعور أنني أبذل جهداً كبيراً في شيء لن ينفعني كثيراً في ظني مقارنةً بالعلوم الشرعية.
لا أسخط على قضاء الله، وأعلم أن هناك خيراً أجهله، ولكن بسبب أنني لا أستطيع أن أجد أهدافاً ومنافع في علم الكيمياء تكون مفيدةً لي، وتبعًا لتعلمي العلوم الشرعية كثيراً، وخاصة أنني أمضيت فيها أكثر من سنتين، وأظن من الصعب الآن بعد هذه المدة أن أحوِّل إلى كلية أو تخصص آخر لأعود إلى الصف الأول من جديد -لا أعلم حقيقةً إن كان هذا الأمر مناسباً-، خاصةً أنني رسبت في العام الجامعي الثاني، فهذا يؤلمني حقيقةً ولكني لا أسخط على قدر الله؛ فإن ربي أرحم بي من نفسي وهو الكريم سبحانه، لكني أريد أن أجد الراحة تجاه تخصصي؛ لأني متعبةً وحزينةً، فهل من نصيحة؟
جزاكم الله خيراً.