السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على المجهود الرائع الذي تبذلونه، جعله الله في ميزان حسناتكم.
أنا عمري 33 سنة، متزوج، ولدي ثلاثة أطفال، موظف، أعاني من التفكير المفرط في ذكريات الماضي والحاضر المؤلمة، والتي لها بالغ الأثر في تكوين شخصيتي، ونظرتي إلى الحياة والنفسي بتدنٍ وعدم تقدير، وانعدام الثقة بالنفس، والشعور بمشاعر سلبية منذ الطفولة، هذه المشاعر هي الحاضر بالنسبة لي، أتعامل معها كأني ما زلت أعيش فيها الآن.
أقضي الوقت في لوم نفسي على ما أنا عليه الآن، وأنه ضاع العمر كله في التفكير، لا أفعل أي شيء يمكن أن يطلق عليه إنجاز، التزمت بالصلاة وطلب العلم فترة قصيرة من العمر، ثم انتكست، وكان السبب هو الرغبة في الدنيا وزينتها، والزواج، والحصول على منزل ومال وفير، وعيش الحياة بحرية، علماً أني لم أحصل إلا على زوجة طيبة وأطفال، وأعيش في منزل هو إرث لي ولأخوتي الذين يعيشون مع أمي في بلد آخر، باستثناء أخي الأكبر.
أعمل 10 أيام في الشهر، وبقية الأيام تكون إجازة، وتمر علي كالجحيم، 20 يومًا أقضيها في المنزل مع وجود خلافات بيني وبين أخي الأكبر، والتفكير المفرط في تلك المشاكل، والتدقيق والتحليل لكل كلمة وموقف، والتأثر البالغ بتلك المشاكل.
يئست من نفسي ومن إصلاحها، ومن يراني لأول مرة يرى بأنني غير طبيعي ومكتئب، وكثيراً ما أشعر بثقلي على الناس، ونفورهم مني، وأنا حزين جداً منذ طفولتي حتى الآن، وأتأثر بالمواقف والكلمات، مثل: إنكار الجميل والمعروف، الإهانة أو عدم التقدير، تشويه صورتي، عدم مراعاة الأصول والواجب في التعامل معي، التقليل من شأني أو من رأيي، موقف واحد من هذه المواقف كفيل بتحطيمي، وتحطيم نفسيتي، وهذا ما يحدث لي كثيراً جداً، خاصة من أمي وإخوتي، وتشويههم لصورتي عند الجيران والأقارب، وهذا بناءً على انطباع راسخ في أذهانهم، مع أن من يتعامل معي من الناس يمدحني، ويمدح هدوئي وعقلي، ويميزني عن بقية إخوتي، خصوصاً في الخلافات التي تحدث بيننا؛ حيث أجد الناس تخطئهم، ولكنهم يطالبونني بالتغاضي والتجاهل، ويلومونني على دخولي مع أهلي في أي نقاش من البداية، لأن نتيجة أي نقاش معلومة، وهي: إما الشجار، أو أسمع منهم كلاماً مهيناً من سباب واتهامات وانتقادات.
أريد أن أكتفي بأسرتي ووظيفتي وراتبي، وأحسن من جودة حياتي، وأعيش بالقرب من الله فقط، ولكني لا أستطيع!