السلام عليكم

أستخدم دواء olan 5 ، هل صحيح أن هذا الدواء يسبب الموت أو الموت القلبي المفاجئ؟ أفيدوني، جزاكم الله خيرا، فأنا في حالة رعب.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

عقار (أولان olan)، والذي يُعرف علميًا باسم (أولانزابين Olanzapine) هو دواء ممتاز، ودواء ناجع جدًّا لعلاج الكثير من الأمراض الذُّهانية، وفي ذات الوقت يتميّز هذا الدواء بدرجة عالية جدًّا من السلامة، لكن طبعًا كل دواء قد تكون له آثار جانبية.

الذي أؤكده لك أن موضوع الموت المفاجئ ليس من الآثار الجانبية لهذا الدواء، هذه حقيقة، لكن هذا الدواء حين يتم تناوله بجرعاتٍ كبيرةٍ – عشرة، عشرين مليجرامًا في اليوم مثلاً – ولفترة طويلة قد يُؤدي إلى زيادة في الوزن، قد يُؤدي إلى ارتفاع مستوى سكر الدم، قد يُؤدي إلى ظهور ارتفاع في الدّهنيات، هذا يحدث تقريبًا لحوالي عشرين بالمائة من الذين يتناولون هذا الدواء، خاصَّةً إذا كانت حياتهم ليست حياة نشطة من حيث الأنشطة الجسدية كممارسة الرياضة.

وطبعًا ظهور السكر وزيادة الوزن وظهور الدُّهنيات قد تكون له تبعات سلبية على القلب، لكن هذا الموضوع يأخذُ وقتًا طويلاً جدًّا.

في بعض الحالات النادرة؛ هذا الدواء قد يُؤثّر على كهرباء القلب أيضًا، لكنه ليس الدواء الوحيد، أدوية كثيرة جدًّا قد تُؤدي إلى ذلك، هذا نادرٌ من النوادر، ودائمًا نحن نقول للأطباء المتدرّبين على وجه الخصوص: يجب أن يقوم المريض بعمل تخطيط للقلب قبل البداية في هذا الدواء أو الأدوية المشابهة، وهذا يجعلنا نطمئن تمامًا على وضع كهرباء القلب.

هذا هو الذي أودُّ أن أؤكده لك، والجرعة التي تتناولها جرعة صغيرة جدًّا، وحاول أن تُحافظ على وزنك، ألَّا يزيد، وأن تمارس الرياضة، وأن تقوم بعمل الفحوصات الطبية اللازمة، على الأقل مرة واحدة كل ستة أشهر: التأكد من مستوى الدم، التأكد من مستوى وظائف الكبد، الكلى، التأكد من مستوى السكر، وكذلك الدهنيات، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (د)، ومستوى فيتامين (ب12)، هذه كلها فحوصات ضرورية ومهمّة وأساسية، ومن المفترض أن يقوم بها الذي يتناول الأدوية أو الذي لا يتناول أي أدوية.

وأنا أنصحك – أخي علي – بأن تعيش حياة فعّالة ونشطة، الحياة الفعّالة تتطلب: ممارسة الرياضة، تتطلب الحرص على الغذاء السليم، التواصل الاجتماعي، العمل، الحرص على العبادات، برّ الوالدين، المشاركات الأسرية ... هذه كلها متطلَّبات من أجل أن يعيش الإنسان حياة صحيّة سليمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.