السؤال
زوجتي إنسانة فاضلة وتحبني، ولكن مشكلتي تكمن في شيئين هما:
حب أهلي الشديد لي وخاصة أمي، وأيضاً اهتمام زوجتي بالحسد بشكل مرضي، فكل مكروه يحدث يكون مرده أن عين فلان من أهلي أو من جيراننا أو حتى من أهلها هي السبب، وهكذا تم اختصار كل المقدرات والأحداث إلى الحسد، وكأنه -وليس الله سبحانه وتعالى- هو المتحكم في أقدارنا ومصائرنا وأحداث يومنا.
وبخصوص المشكلة الأولى فأنا لا أنكر أن أمي تحدث بعض المشاكل بسبب غيرتها من زوجتي، وخاصة في فترة الـ15 يوم التي تقيم فيها لدينا كل 45 يوم، حيث أننا نتناوب استضافتها في بيوتنا أنا وإخوتي بعد وفاة والدنا.
وتكمن هذه المشاكل في ضيق يظهر على وجه أمي من خروجي أنا وزوجتي لقضاء شيء، أو لإصرار أمي على طبخ الأكل بطريقة معينة ..الخ من هذه المشاكل التي أراها، وبالرغم من أنها مستفزة إلا أنها يمكن التغاضي عنها بسبب أن زوجتي في النهاية تجدني أقف في صفها في وجه أي إهانة مباشرة (وهو ما لا يحدث من أمي إلا قليلاً) وأدافع عن زوجتي حتى النهاية دون أن أهين أمي، أما المواقف التي يكون كلام أمي غير مباشر أو يحتمل عدة معاني فلا يكون لي موقف.
والمشكلة الآن أن زوجتي تحيل حياتي إلى جحيم بسبب تحدثها عن أمي في كل وقت وعن كره أمي لها، وعن المشاكل التي تسببها أمي لها، والكلمات التي تؤذيها بها، وعن عين أمي التي تحسدها هي وبناتي ...إلخ بشكل أصبحت أكره فيه التواجد مع زوجتي في البيت، وهكذا لا أجد راحتي في عملي لما أعانيه من مشاكل وديون لبوار تجارتي، والحالة الاقتصادية السيئة التي تمر بها مصر حالياً، وكذلك لا أجد راحتي في بيتي الذي تستقبلني زوجتي فيه بمدى معاناتها، حتى أصبحت هذه وصلة يومية حتى في باقي الأيام الأخرى التي تبتعد فيها أمي بمشاكلها وتذهب لبيوت باقي أخواتي، وأظل أقول لها: لقد مشت، ألم يئن الوقت الذي نستمتع فيه بحياتنا حتى تحل علينا أمي مرةً أخرى؟ ولكن لا مجيب.
فكل موضوع نتحدث فيه لابد من إقحام أمي فيه حتى كرهت عيشتي، وكرهت حياتي في بيتي، وأدعو الله أن يكرمني بالموت بعد سداد ديوني حتى لا أترك زوجتي وأولادي والديون متراكمة عليهم بسببي.
أنا حائر الآن بين رأي زوجتي من أنها تتحمل الجزء الأكبر من المشاكل، وأنني أناني وظالم أن أستكثر عليها حتى بالشكوى، رغم أن الأمر يتعدى موضوع الشكوى بكثير، أيضاً أنا أسمع من زوجتي -وهي للأسف شديدة العصبية والحساسية- الكثير من الألفاظ التي تؤذيني على أمي وأهلي، والتي قد تصل إلى حد الدعوة عليهم بالمصائب والموت ...الخ، كما تؤذيني تذكيرها لي بعين أمي وإخوتي التي تحسدها وأبناءها بالرغم من تأكدي أن بعض هذه الأحداث ليست بسببهم، ولا تعدو أكثر من مصادفة.
وأسئلتي تتمثل في:
1- الآن كيف أستمر في البر بوالدتي التي أحبها رغم تصرفاتها الغير مسئولة أحياناً ؟ وكيف لا يكون ذلك على حساب زوجتي؟
2- هل علي وزر من أن أسمع من زوجتي هذه الألفاظ التي تقولها على أهلي، علماً بأنني لا أصمت ودائماً ما أرد عليها ولا أحتمل ذلك على أهلي مما يثيرها أكثر وأكثر؟
3- هل الحسد بالرغم من إيماننا به كمسلمين ذو قوة جبارة بهذا الشكل الذي تصوره زوجتي؟ وما هو الحل لتلافيه ومجابهته؟
4- هل في كل ما سبق أنا ظالم لزوجتي التي أحبها، أو بأمي التي أريد البر بها، وقربي الديني لربي في الفترة الأخيرة جعلني ألتمس لها بعض العذر، خاصةً ما قرأته عن ذلك الرجل الذي كان يمر على أمه وأبيه ليسقيهم اللبن قبل أولاده، وفي يوم ما وجدهم نائمين فظل ينتظرهم حتى استيقظوا فسقاهم قبل أولاده ونام أولاده جائعين؟
شكراً لكم ومعذرةً على الإطالة.