السؤال
السلام عليكم.
الدكتور محمد عبدالعليم أريد جوابا من الناحية الدينية والنفسية.
عمري 31 سنة، لا أعمل، ولست متزوجا، مررت بموقف هزني جدا، وجعلني أبكي، فقد جاء طفل صغير العمر والحجم يعمل في تلميع وتنظيف الأحذية إلى المقهى، وطلب مني أن يلمع حذائي، بالرغم من أن حذائي لا يحتاج ذلك، إلا أني أعطيته الحذاء شفقة ورحمة وجبر خاطر ومودة، وعندما طلب تلميع حذائي ووافقت فرح جدا، وبينما هو منشغل بحذائي دمعت عيني ومسحت الدموع، ودردشت معه عن حاله، وهل يكسب جيدا من عمله؟ أجابني بنعم، فسألته بكم؟ قال لي: بمائة جنيه، هو مبلغ تافه جدا، عندما انتهى أعطيته ضعف المبلغ 200 جنيه.
بكيت، وأخفيت دموع عن أنظار الناس، كنت قد فكرت أن أعطيه النقود دون عمل، لكني خشيت أن أجرحه، وأعطيته حذائي لأشعره بقيمته، لكني شعرت بتأنيب الضمير، وما زالت صورته عالقة في ذهني، لا أعرف، هل أهنته؟ مع أن العمل ليس عيبا، متأثر بهذا الطفل، وكلما أتخيل شكله وحجمه الصغير جدا أشعر بحرقة، وأشعر بتفاهة هذه الحياة، ماذا أفعل إذا قابلت هذا الطفل مرة أخرى؟ كيف أتعامل معه؟ هل أتحدث معه، وأخبره أن حذائي نظيف، وأعطيه النقود دون عمل، أم كيف أتصرف؟
شكرا لكم.