السؤال
السلام عليكم.
هل الدواء يمنع نوبات الاضطراب الوجداني بالكامل؟ أم أنه لا يحمي منها بنسبة مائة بالمائة؟ أرجو إجابة محددة، مع الحديث عن النوبات بشكل مستفيض، وذكر كيفية التعايش مع هذا الاضطراب؟
السلام عليكم.
هل الدواء يمنع نوبات الاضطراب الوجداني بالكامل؟ أم أنه لا يحمي منها بنسبة مائة بالمائة؟ أرجو إجابة محددة، مع الحديث عن النوبات بشكل مستفيض، وذكر كيفية التعايش مع هذا الاضطراب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بودي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الاضطراب الوجداني يُقصد به اضطرابات القلق والاكتئاب والمخاوف، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب يُقصد به الأشخاص الذين تأتيهم نوبات هوسٍ، وكذلك نوبات اكتئاب، هذه النوبات قد تكون منفردة، أو قد تكون مختلطة، وقد تكون متباعدة، وقد تكون متقاربة، وبعض الناس تجد لديهم القطب الهوسي يكون هو المُهيمن، وآخرين تجد لديهم القطب الاكتئابي هو المُهيمن.
حسب الحالة وقوتها وشدتها والعمر الذي أُصيب فيه الشخص، فالذين تأتيهم هذه الأمراض في أعمار متقدمة دائمًا فرص الشفاء فيهم أكبر وأعلى، كما أن انتظام الشخص على العلاج وظروفه الحياتية والبناء النفسي لشخصيته، وإن كان لديهم تاريخ مرضي في الأسرة، أو ليس لديه، لأن وجود التاريخ المرضي في الأسرة يُعتبر أحد العوامل التي ربما تعوق عملية الشفاء الكامل في بعض الحالات.
إذا كنت تقصدين الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية فبصفة عامة نسبة الشفاء عالية إذا انتظم الإنسان في العلاج، ونقصد بالشفاء هو ألَّا تأتي نوبات مع تناول العلاج؛ لأن هذا المرض يُعتبر مرضًا مُزمنًا، مثل السكر، مثل الضغط، إذا توقّف الإنسان عن العلاج الدوائي ربما تأتي انتكاسات في جميع الأحوال.
إذًا العلاج يحمي بنسبة سبعين إلى ثمانين (70 : 80%)، وهذه نسبة عالية جدًّا حين نقيسها بأي مرض آخر من الأمراض.
أعتقد أن هذه إجابة واضحة، وإجابة مُحددة. أمَّا الكلام عن الاضطرابات الوجدانية الأخرى - وهي: القلق، والمخاوف، والاكتئاب - فهذه الحديث عنها يطول، وهنالك مجلدات ومجلدات كُتبت في هذا السياق.
التعايش مع هذا الاضطراب - أي الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية - ممكن جدًّا إذا التزم الإنسان بالعلاج، خاصة مثبتات المزاج، وألَّا يُعطّل الإنسان حياته، بمعنى: أن يُؤدّي واجباته الحياتية بصورة منتظمة، ألَّا يتعامل مع نفسه كأنه مُعاق، إنما يتعامل مع ذاته كشخص طبيعي وعادي وحيوي، ويفيد نفسه، ويفيد الآخرين.
تجنّب السهر من الأشياء الضرورية المهمّة جدًّا، كما أن ممارسة الرياضة أيضًا مهمّة جدًّا بالنسبة لمريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وكذلك الابتعاد عن المشاكل والضغوطات الحياتية بقدر المستطاع.
هذه هي الأشياء الأساسية، وتناول العلاج يُعتبر هو العامل الرئيسي والضروري جدًّا لمنع الانتكاسات والتعايش مع هذا المرض.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.