السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي سؤال: حاجة الإنسان إلى الدين تحفزه للبحث الدائم عن الحقيقة، اشرح ذلك مبررا:
1. ماذا يمثل الدين للمسلم؟
2. ماذا يمثل الدين لغير المسلم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي سؤال: حاجة الإنسان إلى الدين تحفزه للبحث الدائم عن الحقيقة، اشرح ذلك مبررا:
1. ماذا يمثل الدين للمسلم؟
2. ماذا يمثل الدين لغير المسلم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يهدينا جميعًا وييسّر الهدى علينا، وأن يجعلنا سببًا لمن اهتدى.
حاجة الناس إلى الدين عظيمة وعميقة وأصيلة وضرورة، ففي النفس جوعٌ لا يُشبعه إلّا بالبحث عن الإله الخالق العظيم سبحانه وتعالى، ولذلك التديُّن فطرة، وحتى الذين ضلُّوا طريق الهداية ربما ذهبوا إلى هناك دول جنوب شرق آسيا يبحثون في أصنامٍ لم يصلوا فيها إلى شيء والعياذ بالله، لأن الإنسان في داخله بضعفه بفقره محتاج إلى ما يُكمِّلُ هذا الضعف، إلى مَن يلجأ إليه عند الخلل وعند النقص.
ولذلك الحاجة إلى الدِّين هي حاجة في النفس البشرية، مسلما كان أو غير مسلم، ولكن لأن الإنسان لا يصل إلى الدّين الحق بنفسه اقتضتْ حكمة ربِّنا الحكيمة أن يُرسل الرسل مُبشّرين ومُنذرين، وأن يُنزل الكتب ليدلَّ الناس على طريق الهداية، يدلّ الناس على خالقهم ورازقهم المُحيي المُميت الوهّاب الذي بيده ملكوت كل شيء وهو على كل شيء قدير.
فأمَّا المسلم فهو الذي استجاب لرسل الله، وآمن بالكتب التي أنزلها الله، وآمن بالرسول الخاتم، وأيقن أن رسالته خاتمة، وأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، ولو كان موسى حيًّا ما وسعه إلَّا اتباع نبيِّنا، ولو كان عيسى حيًّا ما وسعه إلَّا اتباع نبيِّنا، بل سيأتي آخر الزمان ليمضي على سيرة وشريعة نبيِّنا عليه صلاة الله وسلامه وعلى أنبياء الله صلاة الله وسلامه.
أمَّا بالنسبة لغير المسلم فالدِّين عنده مهمّ، والحاجة في نفسه تتطلَّع وتتشوَّقُ ويتعلَّق بكل شيء، لكن والعياذ بالله فهو على ضلال، فهو يدعو مَن لا يستجيبُ له إلى يوم القيامة، يدعو آلهة ليست بصحيحة، ولا تملكُ لنفسها فضلاً عن غيرها نفعًا ولا ضرًّا.
ولذلك أنا أريد أن أقول: التديُّن أو الحاجة إلى الدّين مهمّة لكل أحد، للمسلم ولغير المسلم، لكنّ المسلم وصل إلى الطريق الصحيح، فعاش الطمأنينة والسعادة والأمان، والآخر لم يصل إلى الطريق الصحيح فهو في ظلمات بعضها فوق بعض، وهذا دورنا نحن معشر المسلمين، أن نبذل للناس الهداية، أن نقول للناس: (هلمُّوا إلى الطريق فإنه لا طريق إلى الفلاح والطمأنينة والجنة ورضا الله إلَّا في اتباع النبي محمّد -صلى الله عليه وسلم-).
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.