الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو العلاج الأفضل للرهاب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ عامين تقريباً كتبت استشارتي هنا بخصوص الرهاب الاجتماعي، رقم الاستشارة: (2392704)، أجابني الدكتور محمد عبد العليم، جزاه الله كل خير، ونصحني بدواء "مودابكس"، بدأت في تناوله منذ أربعة أشهر تقريباً.

الحمد لله، أشعر بتحسن ولكن يسير جداً، ما زلت أخشى من مقابلة الناس، أو حضور أي مناسبة عائلية، ولا زالت حياتي شبه متوقفة منذ سنوات بسبب الرهاب الاجتماعي.

رفعت الجرعة إلى مائة مليجرام منذ شهرين، ولكن التحسن غير ملحوظ تقريباً، والآن من المفترض أن أبدأ في خفض الجرعة تدريجياً حسب كلام الدكتور محمد.

سؤالي: هل أستطيع استبدال علاج مودابكس بعلاج زيروكسات أو أي علاج مشابه لعل وعسى أن تكون النتيجة أفضل؟ وكيف تكون طريقة التحويل لعلاج آخر؟

ختاماً: أسأل الله العظيم أن يجزيكم عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: أولاً لا بد أن تُحضّر نفسك وتُهيئها لممارسة التمارين السلوكية التي تُعالج الرهاب الاجتماعي، الدواء يُساهم تقريبًا بنسبة ثلاثين بالمائة (30%)، والعلاج يجب أن يكون دوائيًا ونفسيًّا واجتماعيًّا وإسلاميًّا – يعني يُعالج بالالتزام بأمور الدِّين كلها – هذه هي الأسس التي وضعتها المحافل العلمية العالمية، وطبعًا لم يذكروا (علاجًا إسلاميًّا)، لكنهم قالوا (علاجًا روحيًّا)، وبالنسبة لنا هو (العلاج الإسلامي) الذي يقوم على التزام الإنسان بما ورد في السنَّة المطهرة.

أيها الفاضل الكريم: الرهاب يجب أن يُحقّر، ويجب ألَّا يتجسّد أبدًا في وجدانك وفي كيانك، وأنا أؤكد لك أن المشاعر التي تُصيبك عند المواجهات هي مشاعر ليست صحيحة، ولا أحد يُلاحظها أبدًا، إذا كنت تعتقد أنك ترتجف أو ترتعش أو تتلعثم أو أن قلبك يتسارع ويزداد ضرباته؛ هذه أمور فسيولوجية تستشعرها أنت فقط وبصورة مبالغ فيها ولا يشعر بها أحدًا أبدًا.

التحقير لفكرة الخوف والإصرار على المواجهة وعدم التجنُّب هي الوسائل العلاجية، ويا أخي الكريم: هنالك نوع من التجمُّعات الاجتماعية المفيدة والعلاجية والتي تجنبي من خلالها إن شاء الله تعالى خيري الدُّنيا والآخرة، مثلاً: الصلاة مع الجماعة في المسجد، مكان يحسُّ فيه الإنسان بالأمان والاطمئنان، لا شك في ذلك، تتعرَّف على الناس، تُخالطهم، وأنت في أمنٍ وأمان، فتكون إن شاء الله تعالى كسبت أجر صلاة الجماعة، وفي ذات الوقت عالجَتَ رهابك.

عليك أن تحضر مثلاً الندوات والاجتماعات الثقافية – إنْ وُجدتْ – وأن تُمارس رياضة جماعية، وأن تُشارك الناس في مناسباتهم، أفراحهم وأتراحهم. العلاج الذي نريده للناس هو علاج أصيل في مجتمعاتنا، متواجد في مجتمعاتنا.

هذه نصيحتي لك، وقطعًا ممارسة الرياضة بانتظام وكذلك تمارين الاسترخاء سوف تفيدك كثيرًا. أن تبحث عن عمل – يا أخي – العمل مهمٌّ جدًّا، أي نوع من العمل يُطوّر مهاراتك ومقدراتك الاجتماعية، ولا شك أنه باب من أبواب الرزق، وسوف تحس بقيمتك وتتخلص من الفراغ.

بالنسبة للدواء: الـ (مودابكس) والذي يُعرف علميًا باسم (سيرترالين) دواء فاعل، ولا أستطيع أن أقول لك أن الـ (زيروكسات) أفضل منه، تقريبًا كِلا الدوائين متساويين في الفعالية، وما دمت أنت الآن تتناول مائة مليجرام من المودابكس فقم برفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجرامًا، علمًا بأن الجرعة القصوى هي مائتين مليجرام، فلا تتوقف عنه، ارفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجرامًا لمدة شهرين، بعد ذلك خفض الجرعة إلى مائة مليجرام يوميًا مثلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا (نصف حبة) يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

حتى نضمن الفعالية الكاملة للدواء أريدك أن تُدعمه بعقار آخر يُعرف باسم (بوسبارون) تتناوله بجرعة خمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله. هو دواء أصلاً مضاد للقلق، لكن وُجد أنه داعمًا جدًّا لعلاج قلق المخاوف الاجتماعي، خاصَّةً حين يتم تناوله مع المودابكس أو الزيروكسات.

أسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرنا لك من أدوية، ويا أخي الكريم: لابد أن تأخذ بالتطبيقات النفسية السلوكية الاجتماعية والإسلامية، وذلك بجانب العلاج الدوائي لتتحصّل على النتيجة العلاجية الكاملة والممتازة، والتي ترتقي إن شاء الله تعالى بصحتك النفسية.

الحصول على العمل ضروري جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً