السؤال
السلام عليكم
إخواني وأخواتي، جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه في هذا الموقع الرائع، وأرجو أن أجد عندكم حلا لمشكلتي، أو حتى كلمات تواسيني.
أنا من الجزائر لدي ولدان -ولله الحمد- ولدي الأكبر عمره ثمان سنوات، متفوق جدا في دراسته، يحب الرياضيات والحساب كثيرا، خلوق جدا، ولا أكذب عليكم إن قلت لكم ذلك بتوفيق من الله فقط، فلا أنا ولا أبوه سعينا لهذا، وكل من عاشره يعرف لأي درجة هو خلوق ومؤدب ويستحي كثيرا، ومع ذلك حساس جدا، يحب أن يكون محط الاهتمام؛ لأن هذا ما تعود عليه دائما؛ لأنه يجلب الأنظار بحسن خلقه وكلامه المتزن، وأنا أقرب شخص عنده، ودائما يكرر عبارة: أنا وهو جسدان بروح واحد.
مشكلتي بدأت لما انتقلنا للعيش في الخليج، ونقلته إلى مدرسة عالمية مشهورة جدا، ولم أقبل بالأهلية نظرا لكثرة ما نسمع عنها، وهو بالصف الثالث، المهم أن المدرسة استقبلت ابني دون اختبار، واتفقت مع مدرسة خصوصية درسته عشرة أيام، بمعدل كل يوم ساعة، وكان تقييمها لابني أنه "أشطر" طالب التقت به؛ لانه لم يكن يعرف حتى الحروف، وبعد عشر ساعات أصبح يقرأ ويعرف أشياء كثيرة في النحو، واستبشرنا خيرا حتى حان موعد الدخول المدرسي، وهنا الكارثة، المعلمات على غير دراية بوضع ابني، ولما شرحنا لهم الوضع قالوا لنا: إنه صعب، ولكن ليس مستحيلا، ومع ذلك لم يبذلوا أي مجهود معه، يذهب كل صباح للمدرسة وهو متفائل، أنا اليوم أحسن من الأمس، ومع ذلك يدخل للبيت حزينا لأنه لم يفهم أي شيء، وكل التلاميذ كتبوا إلا هو، خاصة في مادتي العلوم والإنسانية يحس أنه مهمش، خاصة أنه كان متفوقا، ولم يستطع التأقلم مع التلاميذ.
التلاميذ لا يلعبون معه، والاستراحة يقضيها دائما لوحده، كل يوم يبكي؛ لأنه لم يفهم أي شيء، والمشكلة حتى الكتب غير متوفرة، حتى الرياضيات يحس أن مستواها ضعيف مقارنة بما كان يدرسه، وإذا لم يفهم سؤالا يبكي طوال اليوم.
أحس أنها أسوأ خطوة أقدمت عليها، أحسن أن نفسية ابني تزداد سوءا يوما بعد يوم، ونفسيتي كذلك، منذ أول يوم دخوله وأنا أبكي ليلا، وكل يوم أفكر في ترك البلاد والرجوع إلى بلادي، ولكن زوجي يرفض الفكرة، كانت أمنيتي أن يدرس ابني في مدرسة تقدر ذكاءه، وأن يتعلم الإنجليزية، ولكن لم أجد ما حلمت به!
أتمنى أن تساعدوني -إخوتي في الله- ماذا أفعل؟ إذا سألت معلمته الخاصة تقول: مع الوقت سيتعلم، لكني أعرف أن ابني حساس، وكان محط الاهتمام حتى جد نفسه بين يوم وليلة مهمشا.
تكلمنا مع المعلمات، وحتى فكرة نقله إلى مدرسة أخرى لم يقبلوها! ماذا علي أن أفعل، فنفسية ابني تساوي عندي كل شيء، وغير مستعدة بتاتا لخسارته أو أن يصبح معقدا نفسيا.
أفيدوني وجزاكم الله خيرا.