السؤال
السلام عليكم
سؤالي موجه لفضيلة الشيخ والأخصائي الاجتماعي، أرجو التكرم بالإجابة عليه، وأكن لكم من الشاكرين.
لدي ولد بلغ سن البلوغ وعمره الآن 14 سنة، تربي في بيئة أسرة محافظة، تعلم أصول الإيمان والتوحيد، وعرف كثيرا من الحلال والحرام، وحفظ أجزاء من القرآن، وعرف كثيرا من السيرة وأسماء الصحابة وبطولاتهم، ودرس بمدارس إسلامية إلى الصف الثامن فقط، مستواه الدراسي كان ضعيفا، لم يكن له أصدقاء، بل على العكس كان يشعر باستهزائهم عليه، وكان في غالب الأحيان يشعر بأنه غير مرغوب فيه ويكرهون تصرفاته، عاش حياته كلها بكندا.
دخل الصف التاسع في مدرسة غير إسلامية بكندا، كوّن أصدقاء معهم بسرعة، وعومل بكل احترام، كانت إدارة المدرسة صارمة بحيث لا يسمح بالاعتداء اللفظي أو البدني، وتحسن مستواه الدراسي بشكل واضح، وشعر بالمسؤولية، لم أعد أطلب منه أن يكتب واجبه والمطالعة، بل هو من يهتم بكل شؤونه، وزادت رغبته في التعلم، وأصبح له أحلام أن يدخل أعلى درجات الجامعة.
كانت توجيهاتي له دائما حسن الخلق والصدق ومراقبة الله في المعاملات، هنا بلغ سن المراهقة، وتغير بالكامل، أصبح يناقش لماذا لا أذهب مع أصدقائي الكفار، ولماذا تتدخل في أصدقائي وتطلب مني مصاحبة المسلمين، رغم أن معاملة بعض الكفار أفضل من المسلمين، رغم أنني لم أطلب منه عدم التعامل معهم في المدرسة وحسن معاملتهم، لكنني لا أسمح له بإحضار أحد للبيت، أو الذهاب لبيوتهم، أو حضور حفلاتهم.
يقول الآن: عندما أدخل الجامعة سوف أسكن بمفردي، وسوف أزوركم نادرا، وأختار أصدقائي بنفسي، وأقترض من البنك لدفع رسوم دراستي، وقد أضطر لدفع الربا وأنا مضطر إذا تعارض وقت الصلاة مع أمر مهم في المدرسة سوف أؤخر الصلاة حتى ولو خرج وقتها، ويقول: أعرف أنه حرام، لكن المدرسة أهم الآن، وأستغفر الله.
نقص ذهابه للمسجد، ولكنه لا زال يحافظ على الصلاة في غالب الأحيان.
أشعر أن هذه البيئة قد تهدم ما بنيته وربيته عليه، وأشعر أن الحل الوحيد هو الخروج من هذه البلاد، والمشكلة أن الوضع في بلادنا غير مستقر أمنيا.
هل من توجيهات ونصائح، جزاكم الله خيرا.