السؤال
أنا فتاةٌ عمري 24 سنة، من دولة خليجية، ملتزمة والحمد لله، أعمل موظفة بإحدى المؤسسات، تخرجت من الجامعة قبل شهرين، قبل سنة لاحظت اهتمام وتقرّب شاب ملتزم بنفس عمري يدرس معي بالجامعة، في البداية كنت أعتبر هذا الأمر طبيعياً، ومع مرور الوقت شاءت إرادة الله أن نشترك معاً في عمل بحث دراسي، ومن هنا تبادلنا عناويننا الإلكترونية، والحمد لله لم أكن أرسل له إلا فيما يخص الدراسة، وهو كذلك، بعدها قمت بإرسال رسائل دينية له؛ لأنني دائماً أرسل رسائل لمجموعات بريدية، وإلى كل من هو مسجل بإيميلي، وطبعاً هذا الشاب الوحيد الذي كنت أرسل له، ومع مرور الأيام لا أدري كيف تعلق قلبي به! ومن ذاك اليوم وأنا أدعو الله أن يجعلنا لبعض.
تخرجنا ونعمل نحن الاثنين الآن بنفس المؤسسة طبعاً صدفة، وأنا سأترك العمل بعد أُسبوعين؛ لأني وجدت عمل أفضل.
خلال الفترة السابقة لاحظت أيضاً مراقبة الشاب لي وتعامله المختلف معي عن بقية الموظفات، فهذا الشاب طبيعته كتوم، ولا يتأقلم بسرعة، ولا يحب الحديث الطويل مع الفتيات، إلى أن جاء يوم كنت أنا من بدأ الحديث عن الموت والجهاد والشهادة، فقال لي: أتمنى لو أن تقتليني أنت بعد أن يكتب الله لي الشهادة، بصراحة أنا سكت ولم أرد عليه لأنني خجلت، ولم أعرف بماذا أرد!
وفي إحدى المرات كنت أتكلم مع صديقتي عن الخطاب الذين رفضتهم، فإذا به يرمقني بنظرة فيها الكثير من القسوة، وهذه الأيام أحياناً يصبح على الصبح وأحياناً لا، أنا حقيقةً أتعذب، وحاولت توسيط إحدى الفتيات لمعرفة حقيقة مشاعره وإن كان يريدني زوجة له، لكنها رفضت، لكنه في إحدى المرات أخبرني أنه لن يتفرغ لحياته إلا بعد أن يكمل دراسته العليا أي بعد سنتين، وأنا حقيقةً لا أعلم ماذا يقصد، لكن أرجح أنه يقصد أمر الزواج، فمدة عمله لم تتعد الشهرين، وما يحيرني اهتمامه ومراقبته وغيرته وكلامه، وكل ذلك يدل على حبه، وهو معروف عنه بحسن الخلق، فلماذا لا يخطبني؟ أنا بصراحة سمعت أن أمه شخصيتها قوية، وهذا ما يُثير قلقي، هل هو لم يفاتحني بأمر الزواج بسبب خجله أم ظروفه، حيث أنه يدرس ولم يكوّن نفسه بعد، أم يكون ذلك بسبب أمه؟ إن كان يحبني ألا يخاف أن أتزوج غيره! أحس أنه يعلم بحبي له.
إخواني كيف أتأكد من مشاعره دون أن أجرح كرامتي؟ وكيف أوضح له رغبتي به كزوج؟ أنا لا أريد أن أخسر هذا الشاب بسبب حيائي، فأرجوكم لا تبخلوا علي بنصائحكم، وجزاكم ربي كل الخير.