السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي كلما أفكر في شيء معين يحدث عكسه، حتى في أبسط الأمور، فمثلا أكون مستلقية على سريري وأحدث نفسي بأنني سوف أذهب إلى دورة المياه -أكرمكم الله- بعد قليل، ومباشرة أسمع باب دورة المياه يفتح من قبل أخواتي ويدخلن إليه، وهذا الأمر لم يحدث مرة أو مرتين أو ثلاث مرات، وإنما عشرات المرات.
وقصة أخرى: أنا من الناس الذين يحمرون خجلا ولأبسط الأمور، وعند دخولي إلى الكلية كان لدي عرض فخشيت أن يظهر الاحمرار علي كما يقولون لي، فبقيت خائفة وأفكر وأتخيل نفسي وأنا أعرض، ولكن عندما انتهيت تفاجأت أن الأمور سارت على ما يرام، ولم يظهر علي الاحمرار أبدا.
أيضا عندما نخطط لرحلة بالغد أصبح سعيدة، وأظل أفكر وأتخيل ماذا سأعمل في هذه الرحلة؟ ولكن للأسف لا يتحقق تخيلي، أو أن الرحلة تلغى بالكامل، وعندما أحدث نفسي عن موضوع معين أجد مباشرة من حولي يبدؤون بالحديث عن نفس الموضوع، ولكن بعكس ما كنت أفكر به، فأنا لست وحدي من يحس بهذا الأمر، فلقد بحثت في النت ووجدت أن هناك بعضا من الناس ممن يعانون من نفس مشكلتي، والكثير من الناس أجابوهم بأن هذا سببه عدم حسن الظن بالله، ولكن السؤال لماذا عندما نتشاءم يحدث الأمر الجيد، وعندما نتفاءل يحدث العكس؟ أمور كثيرة في حياتنا نتفاءل فيها، وللأسف لم نجد ما يرضينا، ألم يقل الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، فلماذا نحن نجد الخير عندما نتشاءم؟
فعندما أتمنى شيئا أفكر فيه طريقة تشاؤمية؛ حتى أجد المطلوب، وحقيقة التفكير في الأشياء بصورة تشاؤمية متعب جدا، فبديهيا كل إنسان يحلم بأحلام يقظة جميلة وليست تشاؤمية، أخذت أفكر عن السبب المحتمل، فتارة أقول ربما لأني لا أقول بإذن الله، أو إن شاء الله، ولكن المشكلة تحدث حتى في صغائر الأمور، وتارة أقول ربما بسبب أنني أفكر في المستقبل وكأني أفكر في الغيب الذي يعتبر حرام، وتارة أقول ربما الشيطان هو السبب، ولكن الشيطان لا يعلم ما في صدورنا.
حقيقة أصبحت لا أطيق العيش بتاتا، وأصبحت وللأسف متشائمة كثيرا، ثقتي بالله قليلة، وأشعر أنني سبب تعاسة المنزل بتفكيري الذي يحبط كل خططنا، فهل من الممكن أن يكون سببه غضب الله، أم عدم حبه لي؟ فأنا أستغرب من كراهية الناس لي بدون سبب وأقول ربما لأن الله يكرهني فكره عباده بي، مع أنني عشت سنين حياتي صابرة على كل ما لقيته من ظلم وإهانات وكان شعاري دائما الصبر، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس وسترهم، وكنت مدركة أن الفرج من ربي سيأتيني لا محالة، وأن ربي سيكتب لي السعادة في يوم من الأيام، ولكن للأسف ما أراه اليوم أحبطني كثيرا، أنا لا أريد أن أعيش في قصر ولا أن أعيش مترفة، ولكنني أريد حياة كريمة، وزوج ميسور الحال، واحترام الناس.
أصبحت أحدث نفسي ليتني لم أصبر، ليتني لم أكظم غيظي، وليتني لم أعف عن أحد، وعندما أصلي تأتيني الوساوس لماذا أصلي؟ فالله لا يحبني، ويريد أن يضلني كي أدخل النار.
وأخبركم أيضا أنني لا أشعر بنفسي -ربما لن تفهموا ما أقصد- وأشعر أن قدمي لا تلمس الأرض، ليس لي وجود،عندما كنت صغيرة وأنا على فراش نومي بكيت بسبب هذا الأمر، وعندما قمت من الفراش لأقضي حاجة شعرت ولأول مرة أن قدمي تلامس الأرض، ثم عاد الحال إلى طبيعته.