السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الفضلاء القائمين على هذا الموقع، كل عام وأنتم بصحة وعافية، وصلاح وإصلاح.
فأنا شاب، صاحب الاستشارة رقم 2234204 لقد قدر الله أمورا جعلتني ألتزم العلاج السلوكي بطريقة قوية ومستمرة بعد وفاة أبي -رحمه الله- منذ أكثر من سنة، رغم الصدمة القوية لي ولأمي ولأخوتي، إلا أنني حاولت التماسك، وبذلت كثيرا لإزالة روح الحزن والكآبة التي حلت داخل بيتنا، وأنجزت كثيرا -ولله الحمد-، وكنت نشيطا وإيجابيا، لأنني أحب أهلي كثيرا، وحاولت أن أخرجهم تدريجيا من الحالة النفسية الاكتئابية، وأن ألبي لهم جميع نواقصهم، وأن أقترب منهم أكثر، وأن أختلق لهم نشاطات تجمعنا وتقربنا وتنشط روح التفاؤل والايجابية.
كل هذا تطلب مني منهجية سلوكية صعبة، إلا أن ثقتي في نفسي ازدادت كثيرا، وحبي للاستمرارية في أداء هذا الواجب كان وما زال متصلا بالله -ولله الحمد-، الآن وبعد تناول الفلوكستين -كما نصحتموني- وطيلة المدة الفائتة حتى بدأت في تناوله مرتين في الأسبوع، ولكن بدأ تنتابني نوبات من الحزن أو الاكتئاب الخفيف بدون سبب، وبدت ملامح الفتور تظهر علي، رغم أن الوضع الأسري والاجتماعي ما زال قائما دون تغير، وما زلت بالمنهجية السلوكية ذاتها، والتي بدأتها بعد وفاة والدي، أعز ما كنت أحب في حياتي -رحمه الله رحمة واسعة-، وبدأت أشعر بميول تجاه الانطوائية، وكسل وفتور وتراجع في الدور الاجتماعي، وما بدأ يقلقني هو أنني أصبحت أجد صعوبة في الكلام والرد، وأبذل مجهودا في تذكر الكلمات، وأحيانا كثيرة لا أستطيع رد الحديث، وهذا يسبب لي ضيقا كبيرا، ويضعف ثقتي بنفسي.
أحيانا أتكلم بطريقة ألوم بها نفسي وأعنفها، وأقول أنني كنت غبيا حين قلت كذا وكذا، ولم أقل كذا وكذا، أصبحت أيضا سلبيا في أمور كثيرة، وأصبحت قليل الهمة وضعيف التركيز، وإذا وجدت أحدا له فاعلية اجتماعية، أو نشاط، أو متفوقا أحس بحسد تجاهه، وضيق بسببه، وحينما أنظر إلى نفسي نظرة عامة أجد نفسي على غير ما أرغب، وهو أنني أصبحت ضعيف الشخصية، ولا أجد ما أفرض سيطرتي عليه، لأنني شخصية تحب إثبات الذات، وأحب القيادية، وأحب أن أكون دائما في المقدمة، فأصبحت منزعحا، وألوم نفسي لعجزي عن ذلك.
الآن عدت في تناول الفلوكستين يوميا وكأنه شيء يكملني، ولكن ما زالت تلك الأعراض موجودة, وأصبح لدي ثقة كبيرة في الأدوية العلاجية بعد الله -عز وجل-، والآن أبحث عن دواء أنجع وأكثر نفعا.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.