السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع المفيد، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
هذه المشكلة تعاني منها صديقتي، وهي عزباء، عمرها (23) وها هي تكتبها على لسانها:
إن مشكلتي تكمن أنه دائما تراودني أفكار وكلام لا أستطيع أن أستبعده من عقلي، ولا أعرف كيف أشرح الإحساس الذي يأتيني، ولكنني أحس أنني أقع بالكفر!، وأنا أقسم بالله الذي لا إله إلا هو أن هذا يحدث فوق طاقتي.
يراودني إحساس أو لا أعلم ماذا يمكن أن أصفه، وهو أن أسب إلهي أو أنسب إليه ألفاظا بذيئة -جل وعلا-، ولكن هذا يكون في عقلي فقط، أي أنني لا أنطق الكلام، ولكن في العقل فقط، ولا أستطيع السيطرة على ذلك بالرغم أنني أقرأ القرآن كل يوم، وأصلي وأصوم وأتصدق بما أقدر عليه، وأستغفر، وأسبح ربي، وأقرأ آية الكرسي، وأسمع القرآن، والرقى الشرعية في بعض الأوقات، ولا أكفر، وعندما أسمع أحدا يكفر؛ أستغفر ربي على ما يقوله، وأدعو الله أن يهديه.
أرجوكم هل أعتبر في هذه الحالة كافرة أو مشركة بالله؟ فهذا الحدث يقع دون سيطرتي، وأحاول أن أفقد تركيزي عندما يأتيني هذا الشيء؛ حتى لا أقع في هذه المعصية أو أفكر بالأمر، لكن دون فائدة، ومن ثم أستغفر ربي بعد كل مرة، وأحاول أن أتناسى الأمر، أرجوكم ما الحل؟ ماذا أفعل؟ وما سبب ذلك؟
أريد أن أعترف أنني أمارس العادة السرية مرتين أو ثلاثا شهريا، وأشاهد الأفلام، هذه هي المعصية الوحيدة التي أرتكبها، ولم أستطع أن أتركها رغم توبتي ألف مرة، وأعد نفسي وربي ألا أعود، ولكنني أعود إليها، ولم أف بوعدي، ولكنني أمارسها عندما أكون في ضيقة ما، أو متضايقة كثيرا، وتركتها فترة جيدة، ولكنني عدت إليها من جديد، ولكن بشكل خفيف. فهل سيقبل الله توبتي؟ فأنا وعدته كثيرا ولم أوف بوعدي له، وفي كل مرة أفعلها وأشاهد أبكي بكاء شديدا، وأعاقب نفسي، وأقرف من نفسي، وأقول إن ما يحدث لي من مشاكل وهموم يكون بسببها، وأنني أستأهل ما يحدث لي؛ لأنني أعصي ربي، وأتوجه إلى ربي أن يسامحني ويغفر لي، ويساعدني على التخلص منها.
ومشكلة أخرى تراودني: أنه دائما أو أغلب الأوقات يخيل لي أنني أحاول أن أقع بنفسي من مكان عال، أو مثلا يخيل إلي أنني أدفع بابن أختي أو بنت أخي من مكان عال، أو أعمل على إضاعة أوراق هامة عمدا، وأجلب الهم والغم لنفسي.
هذا الإحساس يأتيني بكل وقت، وليس في وقت نوم، بل وأنا مستيقظة، أو حتى في المكان الذي أتخيل أن أفعل فيه ما أراه، يعني مثلا إذا كنت على سطح المنزل، وكانت معي طفلة صغيرة يخيل إلي أنني أوقعها من سطح المنزل، وفي الوقت نفسه أخاف وأرتجف من ذلك، بالرغم أني لا أفعلها، ولكن بعض الأحيان أرى نفسي أنني سوف أوقعها بجدية؛ حيث أجلسها على سطح المنزل، وفي لحظة أريد أن أوقعها، ولكن أتمسك بها جيدا؛ خوفا من أن تقع.
كذلك بالنسبة للأوراق المهمة، فمثلا: أنا أملك شيكات أو أوراقا مهمة جدا، وأكون ذاهبة لكي أعطيها لأصحابها في السيارة، وفي هذا الوقت يخيل إلي في لحظة أنني أرمي هذه الأوراق من شباك السيارة، ويصيبني قلق شديد، فما هذا الإحساس؟ وما سببه؟ وماذا أفعل؛ لكي أتخلص منه؟
أيضا لا أعرف لماذا أحب أن أحزن نفسي دائما، وأن أفكر بالأشياء التي تحزنني فقط، ولا أفكر بشيء يسعدني، وأحس نفسي أنني أحب الحزن والنكد، وأن أكون عرضة للشفقة، أرجوكم لا أريد أن أكون كذلك.
إحساس آخر: أنني أشفق على الناس كثيرا لدرجة البكاء، ولا أستطيع أن أتمالك نفسي إن رأيت فقيرا أو شابا يعمل، أو رجلا كبيرا، أو أي شخص لديه هموم، حتى لو كان عدوي، وأجهش بالبكاء، وأحس أن في قلبي غصة.
أرجوكم فسروا لي هذه الأحداث، وما أسبابها؟ وكيف أتخلص منها؟
وجزاكم الله خير جزاء.