السؤال
السلام عليكم.
متزوجة أبلغ من العمر 30 عاما، لم أشعر بالسعادة خلال مراحل حياتي أبدا، عانيت في طفولتي من معاملة أبي القاسية، والضرب على أتفه الأمور، وهدوء أمي الفائق الذي كان دائما يصيبني بالقهر والاحتقان، ونشأت في عائلة مفككة، فأبي متزوج بأخرى عدا أمي، والتي كانت لئيمة جدا في تصرفاتها، وقاسية، وذات قلب بارد، وجميع بناتها وأولادها يشبهونها.
أبي لم يكن عادلا أبدا بيننا وبينهم، ولدي إخوة وأخوات، وكنت أكبرهم، فيما كانت أمي تعاني من كثرة النوم والتهرب والصمت، كانت مهنتي أن أقوم على تربيتهم منذ أن كنت في عمر 8 سنوات، فقد كنت مسئولة عنهم، وكان لدي أخ يصغرني بسن يعتبر سندي في حياتي، ومحور اهتمامي، لكن تفريق أبي بين البنت والولد جعلت مني خادمة، ومن أخي متبلد المشاعر، يجوب الشوارع بلا هدف، وكان لدي أخت تصغرني بثلاث سنوات جدا متسلطة علي، ومحبوبة جدا لدي أبي، فهي النسخة طبق الأصل عنه، تحب الكذب، ودائمة البكاء، ومتملقة، تريد دوما الحصول على كل شيء ولو كان على حساب تدميري، وكان لدي ثلاث أخوات يصغرنني بثمان سنوات هن سندي ومستقبليً وأملي، ومقربات جدا مني، ويعتبرنني الأم الثانية لهن، أحسنت معاملتهن، وربيتهن تربية جميلة في غياب دور أمي وراء حل مشاكلها مع ضرتها ومع أبي.
عموما لم يستمر هذا الحال كثيرا، فقد مرت تلك السنوات المظلمة حتى بلغت 22 من عمري، وكنت بحسرة أحاول أن أكمل تعليمي الجامعي، كما أصيبت أمي بمرض جعلها مقعدة ومريضة لمدة سنة في المستشفى، فتركت تعليمي وأصبحت أسعى على العناية بأمي الغالية، ولكن لم نلبث حتى تكشف الغطاء، وبدأ الشتات، وتنكر والدي لأمي، وتركنا نعاني لوحدنا، بيد أن ابنته المدللة كانت هي المستفيدة.
أخي أصبح سندي، وقمنا على إعالة أمي وإخوتي الصغار، ولمدة 7 سنوات كنت خادمة وممرضة، دائما يضربني ولا يصرف علينا، وعشنا أياما سوداء غبراء، تمنيت حينها الموت، وحاولت ابتلاع الحبوب، ولم أستطع، كنت لا أنام إلا ساعات قليلة، يتخللها الجاثوم، تعيسة محطمة، أصبحت المحامي في المنزل، وكان جزائي الضرب والتسلط علي، لدرجة أنني كنت أطبخ ذات يوم فدخل علي يضحك، وينعتني بالفاشلة، وأن ابنته المدللة سوف تصبح جامعية، وتتزوج برجل جامعي مثلها، بكيت كثيرا، وأصبت بعرق النسا في رجلي، وعانيت كثيرا من الصداع.
بعد ذلك من الله -الرزاق الذي يرزق بغير حساب سبحانه- علي بزوج قلبه أحن من الأم على ولدها، ساندني، ووقف معي، واهتم بي كثيرا. وأخي توظف، وأصبح العائل بشكل رسمي لوالداتي وإخوتي، ومع ذلك ذهبت إلى منزلي تعيسة موجوعة أبكي على ما رأيته ومر علي في حياتي، ويتقطع قلبي أشلاء على أخواتي المظلومات، فوالدي يضربهن ولا يصرف عليهن، وذهب لمعالج نفسي، وأعطاني انتابرو لمدة سنة كاملة، ولما حملت أوقفته، ولكنني عندما وضعت أصيب أخي الحبيب بالمرض الخبيث، وعانيت من وجعه 6 أشهر، وتوفي بين يدي، في عينيه ألم ومرارة، وقتها شعرت بأن نصفي الثاني قد مات معه، وتكرر انتباهي لأمي وإخواني، أعيش بمرارة الآن بعد وفاته، فقد تسلط أبي، وطلق والدتي، وبدأ يضرب هو وأولاده، لدرجة أننا أسعفنا للمستشفى، ورفعنا على والدنا قضية ضرب، وقد ساندونا في الحماية الاجتماعية، بعد ذلك قام بطرد والدتي وإخوتي من المنزل، والآن مضى علينا 6 أشهر ننام في أمان –ولله الحمد-.
لكنني أصبحت مريضة بصداع شبه دائم، صنفه المعالج بأنه اكتئاب وقلق صداع حاد مزمن، وصرف لي دواء سبرالكس 20، وريزال 50، واستمريت 3 أشهر عليه، وأصبحت شهيتي تزداد، فأوقفته، واستبدلته بدواء برستيك، أخذت منه حبتين فقط، واكتشفت بأنني حامل، فقطعت جميع أدويتي.
أرجو مساعدتي، فأنا بحاجة ماسة لأن أعيش بسعادة واتزان لا يشوبه صداع قاتل، مع العلم أنه عند استخدام الدواء يختفي الصداع، وأصبح إيجابية، وأنام براحة.