السلام عليكم..


الحمد لله الذي يعفو عن كثير، أما بعد:

فأنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، بدأت أتعاطى المخدرات في سن 16 سنة، وتوقفت عنها الآن منذ سنتين فقط، لكن ما زلت أشعر بشد في أعصاب رأسي، فماذا يعني ذلك؟ وما هي الوسيلة للخروج منه؟

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أبشر يا أخي -ولك البشرى إن شاء الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة- بمغفرة الله، ما دمت قد أقلعت عن هذه الآفة اللعينة، وعليك الثبات على هذا الأمر، وفي الحقيقة فإن الكثير من الإخوة الذين يتوقفون عن التعاطي ربما ينتابهم من وقتٍ لآخر بعض آثار الانسحاب النفسي، والتي قد تستمر لمدة عام أو أكثر.

أما آثار الانسحاب الجسدي -والمتمثلة في القلق والشعور بالرجفة وآلام الجسم- فهي لا تظل أكثر من أسبوعين.

الشد الذي ذكرته أرى أنه نوع من القلق البسيط، فكثير من أعراض القلق والتوتر النفسي الداخلي تنعكس على عضلات الجسم، وأكثر عضلات الجسم تأثراً هي عضلات الرأس والصدر والبطن، وعليه أرجو أن لا تربط هذا الأمر بالمخدرات أبداً، حيث إنك وبفضل من الله قد توقفت عن تعاطيها لمدة طويلة.

أرى أنه يمكن أن تتخلص من هذا الشد العضلي بممارسة تمارين الاسترخاء (توجد عدة أشرطة في المكتبات توضح كيفية القيام بهذه التمارين)، كما أن الرياضة -خاصةً الرياضة الجماعية- وُجد أنها مفيدة جداً، ولا بأس أن أصف لك أحد الأدوية المضادة للقلق، والتي تتميز بإحداث الشعور بالاسترخاء لدى الإنسان، وهذا الدواء يعرف باسم (موتيفال)، أرجو أن تبدأ بحبة واحدة في المساء لمدة أسبوع، ثم ترفعها إلى حبة صباحاً ومساء، ثم إلى حبتين في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم تخفضها إلى حبة واحدة لمدة أسبوعين، ثم يمكن أن تتوقف عنها، علماً بأن هذا الدواء من الأدوية السليمة، وقليل الآثار الجانبية، وهو ليس إدمانياً أو تعودياً مطلقاً.

أهنئك مرةً أخرى بإقلاعك عن التعاطي، وأرجو أن تسعى لإدمان الأشياء الجميلة في الحياة، كحلقات الذكر والتلاوة، والتعلق بالمساجد، والتواصل مع الأرحام، وفعل الخيرات.

وبالله التوفيق.