السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أتابع كثيرًا موقع إسلام ويب، وأشكركم جدًا على مجهوداتكم الطيبة، وأحببت أن أعرض مشكلتي عليكم لثقتي الكبيرة بتميز فريقكم الرائع.
لا أعرف ما هي مشكلتي بالتحديد، ولكني سأحاول وصف بعض أعراضها، والأسباب التي أعتقد أن لها علاقة بها، فمشكلتي الأساسية هي الفشل المهني المرتبط بصعوبة التواصل مع الآخرين؛ مما جعلني كثير العزلة والقلق وعدم الرضا عن النفس، وذلك ولد لدي حالة رد فعل سلبية عامة، وهي تجنب اتخاذ أي خطوة ذات مردود إيجابي إلا في حال الضرورة القصوى، أو الصدفة، بمعنى المواقف الغير مخطط لها.
في بعض الاحيان يتولد لدي دافع كبير في الفعالية والإقدام على العمل، والتواصل مع الآخرين، ولكن سرعان ما يتلاشى وكثيرًا ما يشغلني هذا الوضع فأظل أفكر وأبحث وأحلل الأسباب وطرق العلاج، وأقارن بين نفسي والآخرين،.
في أغلب الأحيان أشعر بالنقص، مع شعور داخلي بالتميز عن الآخرين، وهذا ما يحيرني ويصدر عن ذلك تصرفات غريبة، فمثلا أشعر برغبة في فعل أشياء خاطئة نسبيًا لتعويض شعوري بالخوف من ارتكاب الأخطاء؛ مما يدخلني في صراع داخلي بين رغبة عمل الأخطاء ومنطقية خوفي من ارتكابها.
لا تقتصر حالتي عند هذا الحد، فقد ولد هذا لدي شعور بالذنب تجاه أي أخطاء تحصل في محيطي، حتى إن لم يكن لي علاقة بها، فأنا أصنع الأسباب التي تجعلني موضع الاتهام، وأبدأ بلوم نفسي، وأحيانًا أعرض نفسي للوم الآخرين، ولا أستطيع الدفاع عنها إلا بعد أن تنتهي المشكلة أقوم بالدفاع عن ذلك في مخيلتي، وأندب حظي أيضًا على عدم مقدرتي استحضار تلك الأفكار في وقتها، فكل حلولي تأتي متأخرة، وأيضًا عدم اقتناعي بمهنتي فسقف طموحاتي عال جدًا.
بعد تحليلي للموضوع وجدت نفسي غير مقبل بجدية على تحقيق ذلك الطموح، فعلمت أنه مجرد وهم أخدع به نفسي لأظل في حالة الركود والعجز الذي أنا فيه، فأنا أتمنى أن أكون مثاليًا في كل ما أقوم به، وبالمقابل أفعل عكس ذلك تمامًا.
من خلال بحثي وقراءتي في النت -الذي صار يأخذ أكثر وقتي- قارنت بين حالتي وبين بعض الأفكار التي اطلعت عليها، واستنتجت أن إصراري على البقاء هكذا، هو تعلقي ببعض العادات التي مارستها ولا أزال أمارسها، وهي عدم تحمل المسؤولية، والرغبة الدائمة بالراحة وتأجيل الأشياء، وأخيرًا الهوس بالأفلام وممارسة العادة السرية بكثرة، والتي كنت أمارسها سبيلاً للخروج من الواقع الذي أتعبني.
لا أطيل عليكم فما في النفس لا يسعه آلاف السطور، أرجو الإفادة، وجزاكم الله خير الجزاء.